قسم الأدباء الأنجليز



يعد شكسبير من أبرز الشخصيات في الأدب العالمي إن لم يكن أبرزها على الإطلاق. يصعب تحديد عبقريته بمعيار بعينه من معايير النقد الأدبي. وإن كانت حكمته التي وضعها على لسان شخصيات رواياته خالدة في كل زمان. هناك تكهنات وروايات عديدة عن حقيقة شخصيته التي يكتنفها الغموض والإبهام. وعن حياته التي لا يعرف عنها إلا القدر اليسير. والثابت أن أباه كان رجلاً له مكانته في المجتمع، وكانت أمه من عائلة ميسورة الحال. وقيل إنه بلغ حداً من التعليم، مكنه من التدريس في بلدته ستراتفورد – أون – آفون التي يوجد بها الآن مسرح يسمى باسمه، يقوم بالتمثيل على خشبته أكبر الممثلين المتخصصين في رواياته. ومن الثابت أيضاً أنه تزوج من آن هاثاواي، وأنجب منها ثلاثة أطفال، وفي 1588 انتقل إلى لندن وربط حياته بالمسرح هناك. وفي 1589 أخرجت أولى مسرحياته وهي أما مسرحية كوميديا الأخطاء أو الجزء الأول من مسرحية هنري السادس. وفي 1599 اشترك في إدارة مسرح جلوب الشهير. وقد كان شكسبير رجل عصره على الرغم من عالمية فنه إذ تأثر إلى حد بعيد بمعاصريه من كتاب المسرح مثل توماس كيد وكريستوفر مارلو، وخاطب مثلهم الذوق الشعبي في عصره وهو الذوق الذي كان يهوى المآسي التاريخية بما فيها من عنف ومشاهد دامية. كما كان يهوى المشاهد الهزلية ذات الطابع المكشوف التي كانت تتخلل المسرحيات التراجيدية لتخفف من حدة وقعها. غير أن شكسبير هذب القصص التي نقلها عن المؤرخ هوليتشد لتاريخ إنجلترا واسكتلندا كما هو الحال في مسرحيات ماكبث، والملك لير، وسمبلين، وريتشارد الثالث، وعن المؤرخ الروماني بلوتارك كما في مسرحية أنطونيو وكليوباترا. وأضاف إلى ذلك كله عمق تحليله للنفس البشرية، فضلاً عن شاعريته الفياضة في تصوير المواقف التاريخية والعاطفية الخالدة حتى جعل من المسرح الإنجليزي فناً عالمياً رفيعاً. ومن المتفق عليه بين معظم الباحثين والدارسين أن 38 من المسرحيات لا يشكل في نسبتها إليه، وأن مراحل إنتاجه الأدبي يمكن تقسيمها إلى مراحل أربع: أولها (1590 – 1594) وتحوى مجموعة من المسرحيات التاريخية منها كوميديا الأخطاء، وهنري السادس وتيتوس اندرونيكوس، والسيدان من فيرونا وجهد الحب الضائع والملك جون، وريتشارد الثالث، وترويض النمرة والأخيرتان ترجمتا إلى العربية، والثانية هي المرحلة الغنائية (1595 – 1600) وتشتمل على معظم قصائده الشهيرة وبعض مسرحياته الخفيفة مثل ريتشارد الثاني وحلم منتصف ليلة صيف وتاجر البندقية التي ترجمت جميعاً إلى العربية مع بعض روائعه الشهيرة مثل روميو وجوليت، وهنري الخامس، ويوليوس قيصر، وكما تهواه وقد ترجمت جميعاً إلى العربية. ومن مسرحيات هذه المرحلة كذلك زوجات وندسور المرحات وضجيج ولا طحن، أما المرحلة الثالثة (1600 – 1608) فهي أهم المراحل على الإطلاق، إذ تمثل نضوجه الفني، فقد كتب فيها أعظم مسرحياته التراجيدية مثل هاملت، وعطيل، والملك لير وماكبث وأنتوني وكليوباترا، وبركليز وكريولينس ودقة بدقة وقد ترجم معظمها إلى العربية. ومنها ما ترجم أكثر من مرة، ومنها ما بلغ عدد ترجماته العشرة مثل هاملت. ومن مسرحيات هذه المرحلة أيضاً تيمون الأثيني. وخير ما انتهى بخير. ثم تأتي المرحلة الرابعة (1609 – 1613) التي اختتم بها حياته الفنية وقد اشتملت على مسرحيات هنري الثامن، والعاصفة مما ترجم إلى العربية، وعلى مسرحيتي قصة الشتاء وسمبلين. وفي هذه المرحلة نجد العواصف النفسية العنيفة وقد خبت وتحولت في نفس الشاعر إلى نظرة تقبل ورضى وأمل وتأمل.
شكسبير كاتباً مسرحياً

يمكن تقسيم نتاج شكسبير المسرحي إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي: المأساة والملهاة والمسرحيات التاريخية، كما كتب عدداً من المسرحيات التي يصعب إدراجها ضمن هذه التصنيفات المألوفة، واعتاد النقاد إطلاق صفة «المسرحية الرومنسية» أو «التراجيكوميدية» عليها. ومن الممكن، ابتغاءً للسهولة، تقسيم نتاجه إلى أربع مراحل، مع أن تاريخ كتابته للمسرحيات غير معروف بصورة مؤكدة. تمتد المرحلة الأولى من بداياته وحتى عام 1594، والثانية من 1594ـ 1600، والثالثة من 1600ـ1608، والأخيرة من 1608ـ1612. وهذه التقسيمات تقريبية وضعها مؤرخو المسرح ونقاده لمتابعة تطور حياته الأدبية ضمن إطار واضح. تقع المرحلتان الأولى والثانية ضمن مرحلة المسرح الإليزابيثي Elizabethan Theatre نسبة إلى الملكة إليزابيث الأولى، أما المرحلتان الثالثة والرابعة فتقعان ضمن مرحلة المسرح اليعقوبي Jacobean نسبة إلى الملك جيمس (يعقوب) الأول James (Jacob) الذي تولى العرش في 1603 وتوفي عام1625.
الجدل



قبر شكسبير

وهناك تكهنات وروايات عديدة عن حقيقة شخصيته التي يكتنفها الغموض والإبهام، وعن حياته التي لا يعرف عنها إلا القدر اليسير. والثابت أن أباه كان رجلاً له مكانته في المجتمع، وكانت أمه من عائلة ميسورة الحال. وقيل أنه بلغ حداً من التعليم مكّنه من التدريس في بلدته "سترانفورد" التي يوجد بها مسرح يسمى باسمه. كان شكسبير رجل عصره على الرغم من عالمية فنه، إذ تأثر إلى حدٍّ بعيد بمعاصريه من كتاب المسرح، وخاطب مثلهم الذوق الشعبي في عصره، وهو الذوق الذي كان يهوى المآسي التاريخية بما فيها من عنف ومشاهد دامية. كما كان يهوى المشاهد الهزلية ذات الطابع المكشوف التي كانت تتخلل المسرحيات التراجيدية لتخفف من حدة وقعها. غير أن شكسبير هذّب القصص التي نقلها عن المؤرخ هوليتشد لتاريخ إنكلترا واسكوتلندا، كما هو الحال في مكبث والملك لير، وسمبلين، وريتشارد الثالث. وعن المؤرخ الروماني بلوتارك، كما في مسرحية "انطوني وكليوباطرا". وأضف إلى ذلك كله عمق تحليله للنفس البشرية، فضلاً عن شاعريته الفياضة في تصوير المواقف التاريخية والعاطفية الخالدة، حتى جعل من المسرح الإنكليزي فناً عالمياً رفيعاً.
هذا ويمكن تقسيم مراحل إنتاجه الأدبي إلى مراحل أربع: أولاها (1590-1594) وتحوي مجموعة من المسرحيات التاريخية منها "كوميديا الأغلاط" و"هنري السادس" و"تيتوس أندرونيكوس" و"السيدان من فيرونا" و"جهد الحب الضائع" و"الملك جون" و"ريتشارد الثالث" و"ترويض الشرسة".
نسب بعض النقاد المتقدمين مؤلفاته إلى آخرين منهم الفيلسوف فرانسيس بيكون، ومنهم أيرل أكسفورد السابع عشر. وقال آخرون إنه من أصل عربي وإن اسمه جاء تحريفاً لاسم الشيخ زبير.وكلها أقوال لم تثبت بالأدلة القاطعة والمقنعه ولم يقم عليها الدليل العلمي وإن كانت هناك بحوث كثيرة في هذا الصدد. ولقد اشترك كثير من كبار الشعراء في القرنين 18، 19 في جمع مسرحياته ونقدها وإن اختلفت وجهات النظر وتعددت أساليب النقد. ففي القرن 18 اعترض كتاب من أمثال جون درايدن وألكسندر بوب على ما اعتبروه إسراف شكسبير في الخيال والتعبير، أما شعراء القرن 19 من أمثال صامويل تايلر كولريدج فقد أعطوا الشاعر الكبير حق قدره. وكذلك الحال بالنسبة إلى نقاد القرن 20 من أمثال ت. س. إليوت ممن أكدوا عالمية فنه وخلود أدبه. هذا وقد كان لشكسبير أثره الكبير في آداب جميع الأمم على الإطلاق، وتأثر به جميع الكتاب والشعراء والأدباء في كل البلدان وفي كل العصور في القارة الأوروبية وفي الأمريكتين وفي غير ذلك من القارات في القرن 17، 18، 19، وفي غير ذلك من القرون. أما في الأدب العربي فقد تأثر به كثير من الأدباء، وترجمت معظم مسرحياته وقدمت في المسرح والسينما والإذاعة، وكان لإدارة الثقافة بجامعة الدول العربية في الأيام الأخيرة فضل القيام بترجمة جميع مؤلفاته تلك التي صدر منها حتى الآن 12 مسرحية، وهي بصدد إصدار باقي مسرحياته حسب ترتيبها التاريخي.


هذا البيت في ستراتفورد ويعتقد أن شكسبير مولد فيه.
من أقـواله

أكون أو لا أكون هذا هو السؤال.
أنك تقتل يقظتنا..الذي يموت قبل عشرين عاماً من أجله، إنما يختصر مدة خوفه من الموت بنفس العدد من السنين..
إن أي مركز مرموق كمقام ملك ليس إثماً بحد ذاته، إنما يغدو إثماً حين يقوم الشخص الذي يناط به ويحتله بسوء استعمال السلطة من غير مبالاة بحقوق وشعور الآخرين..
الرجال الأخيار يجب ألا يصاحبوا ألا أمثالهم...
هناك أوقات هامة في حي كبير، وان كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح..
لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجاً.. فإذا جاء طلبت منهُ كل شيء..
إذا أحببتها فلن تستطيع أن تراها.. لماذا؟ لان الحب أعمى.
يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر..
لكن الحب أعمى والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم..
إن المرأة العظيمة تُلهمُ الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير اهتمامهُ.. بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب، ولكن المرأة العطوفه.و. المرأة الحنونه.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية..
الرحمة جوهر القانون، ولا يستخدم القانون بقسوة إلا للطغاة..
يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة..
أن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه..
إننا نعلّم الآخرين دروساً في سفك الدماء.. فإذا ما حفظوا الدرس قاموا بالتجربة علينا..
على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً..
إن الغيرة وحش ذو عيون خضراء..
الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخرافُ خرافا..
لا يكفي أن تساعد الضعيف بل ينبغي أن تدعمه..
قسوة الأيام تجعلنا خائفين من غير أن ندري تماماً ما يخيفنا.. إذ إن الأشياء التي تخيفنا ليست إلا مجرد أوهام..
مداد قلم الكاتب مقدس مثل دم الشهيد!..
ليس من الشجاعة أن تنتقم، بل أن تتحمل وتصبر..
من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام..
لا يتأوه عاشق مجاناً..
عندما تأتي البلايا لا تأتي كالجواسيس فرادى.. بل كتائب كتائب..
لا ترى كل ما تراه عينك ولا تسمع كل ما تسمعه إذنك..
[عدل]قائمة الأعمال

المرحلة الأولى
كان شكسبير في هذه المرحلة كاتباً مبتدئاً بالمقارنة مع معاصريه من الكتاب مثل جون ليلي J.Lyly ومارلو وتوماس كيد T.Kyd. لم تتسم أعماله في هذه المرحلة بالنضج الأدبي والفني، بل جاءت بنية نصوصه سطحية وغير متقنة، وتركيباته الشعرية متكلفة وخطابية. وانتشرت في هذه الفترة المسرحيات التاريخية، نتيجة الاهتمام الكبير بتاريخ انكلترا، خاصة بعد هزيمة أسطول الأرمادا الإسباني The Spanish Armada عام 1588، ولرغبة الجمهور بتمجيد البطولات والتعلم من عِبَر التاريخ. كتب شكسبير في هذه المرحلة مسرحيات عدة تصور الحقبة ما بين 1200 و1550من تاريخ إنكلترا، وتحديداً الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عائلتي لانكستر Lancaster ويورك York، مثل ثلاثيته «الملك هنري السادس» Henry VI ت(1590ـ1592)، و«الملك رتشارد الثالث» Richard III ت(1593) التي صور فيها النتائج السلبية لحكم ملك ضعيف. وتغطي هذه المسرحيات الأربع المرحلة الممتدة منذ حكم هنري السادس وحتى هنري السابع وبدء حكم سلالة تيودور Tudor، التي تنتمي الملكة إليزابيث إليها، وتسمى بحقبة حرب الوردتين War of the Roses. ويشبه أسلوب شكسبير فيها أسلوب مسرح العصور الوسطى، ومسرح الكاتب الروماني سينيكا Seneca ومسرح توماس كيد العنيف، ويظهر هذا في دموية بعض المشاهد في المسرحيات الأربع، ومن خلال اللغة الخطابية الطنانة. وظهرت هذه الخاصية في مأساة «تايتُس اندرونيكوس» Titus Andronicus ت(1594) حيث صور شكسبير الانتقام والقتل بتفاصيل دموية مرئية على الخشبة فجاءت أقل نصوصه صقلاً ونضجاً. ويمزج شكسبير هنا التاريخ والسياسة والشعور الوطني لدى شخصياته التاريخية مع روح الفكاهة في رسمه بعض الشخصيات الكوميدية.
كتب شكسبير في هذه المرحلة أيضاَ عدداً من النصوص مثل «كوميديا الأخطاء» The Comedy of Errors ت(1592)، وهي مسرحية هزلية تتبع أسلوب الملهاة الرومانية التقليدية من حيث الالتباس في هوية الشخصيات والتشابه بينها، والهرج والمرج الذي ينتج عن ذلك، و«ترويض الشرسة» The Taming of the Shrew ت(1593)، التي ركز فيها على الشخصيات وتصرفاتها وانفعالاتها وسلوكها كخط أساسي للمواقف المضحكة والمحملة بالمعاني في الوقت نفسه، ومسرحية «سيدان من فيرونا» The Two Gentlemen of Verona ت(1594) التي تحكي عـن الحب الرومنسي، و«خـاب سـعي العشاق»Love’s Labour’s Lost ت(1594)، التي قدم فيها صورة سلبية عن الحب وما يرافقه من تغيرات وتحولات في شخصيات وسلوك العشاق وما يصدر عنهم من تصرفات صبيانية.
وتأتي هذه الأعمال المسرحية لشكسبير مجتمعة في هذا العرض الذي يجمع بالإضافة إلى أشهر مسرحياته التي شهدت مسارح العالم تشخيصها منذ زمن إبداعها كـ: يوليوس قيصر، هملت، عطيل، روميو وجولييت، الملك لير، تاجر البندقية، يجمع عدداً من مسرحياته الأخرى والتي لا تقل روعة عن غيرلها وهذه المسرحيات حملت العناوين التالية: العين بالعين، مأساة كريولانس، مكبث، حلم ليلة صيفية، ريتشارد الثالث، سيدان من فيرونا، خاب سعي العشاق، العاصفة، ملهاة الأخطاء.
المرحلة الثانية: هي المرحلة الغنائية (1595-1600) وتشتمل على معظم قصائده الشهيرة وبعض مسرحياته الخفية، مثل "ريتشارد الثاني" و"حلم منتصف ليلة صيف" و"تاجر البندقية" التي ترجمت جميعها إلى العربية مع بعض روائعه الشهيرة مثل "روميو وجولييت" و"هنري الخامس" ويوليوس قيصر" و"كما تهواه". ومن مسرحيات هذه المرحلة كذلك "زوجات وندسور المرحات" و"ضجيج ولا طحن".
المرحلة الثالثة: وهي أهم المراحل على الإطلاق، إذ تمثل قمة نضوجه الفني. فقد كتب فيها أعظم مسرحياته التراجيدية، مثل "هاملت" و"عطيل" و"الملك لير" و"مكبث" و"أنطوني وكليوباطرا" و"بركليز" و"كريو لينس" و"دقة بدقة" و"بتمون الأثيني" وخير ما انتهى بخير". وقد ترجم معظمها إلى العربية.
المرحلة الرابعة: وهي المرحلة التي اختتم بها شكسبير حياته الفنية (1609-1613)، وقد اشتملت على مسرحيات "هنري الثامن" و"العاصفة"، مما ترجم إلى العربية، وعلى مسرحيتي "قصة الشتاء" و"سمبلين". وفي هذه المرحلة نجد العواطف النفسية العنيفة وقد خبت وتحولت في نفس الشاعر إلى نظرة تقبل ورضى وأمل وتأمل. هذا وقد كان لشكسبير أثره الكبير في آداب جميع الأمم على الإطلاق، وتأثر به جميع الكتاب والشعراء والأدباء في كل البلدان وفي كل العصور، في القارة الأوروبية وفي الأمريكتين، وفي غير ذلك من القارات في القرن السابع عشر والثامن عشر والقرن التاسع عشر خاصة وحتى في القرن العشرين.
أعماله
العظماء
تاجر البندقية
زوجات وندسور المرحات
ريان الناصر
جعجعة بلا طحن
بيرسيليس، أمير تير
ترويض النمرة
العاصفة (مسرحية)
الليلة الثانية عشرة أو كما تشاء
السيدان الفيرونيان
القريبان النبيلان
حكاية الشتاء
تاريخيات
الملك جون
ريتشارد الثاني
هنري الرابع، الجزء 1
هنري الرابع، الجزء 2
هنري الخامس
هنري السادس، الجزء 1
هنري السادس، الجزء 2
هنري السادس، الجزء 3
ريتشارد الثالث
هنري الثامن
تراجيديات
روميو وجولييت
كوريولانوس
تيتوس آندرونيكوس
تيمون الأثيني
يوليوس قيصر
ماكبث
هاملت
ترويلوس وكريسيدا
الملك لير
عطيل
أنطونيو وكليوباترا
سيمبلين
قصائد
سوناتات شكسبير
فينوس وأدونيس
اغتصاب لوكيريس
الحاج المغرم [e]
العنقاء والسلحفاة
شكوى محب
مسرحيات مفقودة
الحب مجهود رابح
كاردينيو
كتابات مشكوكة في صحتها
أردن فافرشام
ميلاد مرلين
لوكرين
مبذر لندن
المتزمت
ماساة البكر الثانية
سير جون أولدكاستل
لورد توماس كرومويل
مأساة في يوركشاير
إدوارد الثالث
سير توماس مور


2- تشارلز ديكينز


تشارلز جون هوفام ديكنز 7 فبراير 1812 إلى 9 يونيو 1870 هو روائي إنجليزي. يُعتبر بإجماع النُّقّاد أعظم الروائيين الإنكليز في العصر الفكتوري، ولا يزال كثيرٌ من أعماله يحتفظ بشعبيّته حتى اليوم. تميَّز أسلوبه بالدُّعابة البارعة والسخرية اللاذعة. صوَّر جانباً من حياة الفقراء، وحمل على المسؤولين عن المياتم والمدارس والسجون حملةً شعواء. من أشهر آثاره: "أوليفر تويست" Oliver Twist (عام 1839) و "قصة مدينتين" A Tale of Two Cities (عام 1859) نقلهما إلى العربية منير البعلبكي، و"دايفيد كوبرفيلد" David Copperfield (عام 1850) و "أوقات عصيبة"Hard times.
وهو (عضو الجمعية الملكية للفنون) (بالإنكليزية: Charles John Huffam Dickens) روائي إنكليزي من أكثر كُتاب العصر الفيكتوري شعبية وناشط اجتماعي ، وعُرف باسمٍ مستعار هو "بوز".توفي بسبب أزمة دماغية حادة.
مجد الناقدان غيورغ غيسنغ وجي. كيه. تشسترتون أستاذية ديكنز النثرية، وابتكاراته المتواصلة لشخصيات فريدة، وقوة حسه الاجتماعية. لكن زملاءه الأدباء مثل جورج هنري لويس وهنري جيمس وفيرجينيا وولف عابوا أعماله لعاطفيتها المفرطة ومصادفاتها غير المحتملة، وكذلك بسبب التصوير المبالغ فيه لشخصياته.[1]
بسبب شعبية روايات ديكنز وقصصه القصيرة فإن طباعتها لم تتوقف أبداً.[2][3] ظهر عديد من روايات ديكنز في الدوريات والمجلات بصيغة مسلسلة أولاً، وكان ذلك الشكل المفضل للأدب وقتها. وعلى عكس الكثيرين من المؤلفين الآخرين الذين كانوا ينهون رواياتهم بالكامل قبل نشرها مسلسلة، فإن ديكنز كان غالباً يؤلف عمله على أجزاء بالترتيب الذي يُريد أن يظهر عليه العمل. أدت هذه الممارسة إلى إيجاد إيقاع خاص لقصصه يتميز بتتابع المواقف المثيرة الصغيرة واحداً وراء الآخر ليبقي الجمهور في انتظار الجزء الجديد.
محتويات 
1 نشأته
2 طفولته وأثرها على كتاباته
3 أعماله المهمة
4 هدفه
4.1 روايات
4.2 مجموعات قصصية
4.3 كتب غير خيالية، مسرحيات، وأشعار
5 وفاته
6 ميزات كتاباته
7 انظر أيضًا
8 المصادر و المراجع
نشأته

ولد تشارلز جون هوفام ديكنز في (لاندبورت بورتسي) في جنوب إنجلترا عام 1812م.لأبوين هما جون وإليزابيث ديكنز وكان ثاني أخوته الثمانبه, و عاش طفولة بائسة لأن أباه كان يعمل في وظيفة متواضعه ويعول أسرته كبيرة العدد لهذا اضطر إلى السلف والدين ولم يستطع السداد فدخل السجن، لهذا اضطر لترك المدرسة وهو صغير وألحقه أهله بعمل شاق بأجر قليل حتى يشارك في نفقة الأسرة، وكانت تجارب هذه الطفولة التعسة ذات تأثير في نفسه فتركت انطباعات إنسانية عميقة في حسه والتي انعكست بالتالي على أعماله فيما بعد.
طفولته وأثرها على كتاباته

و قد كتب تشارلز عن هذه الانطباعات والتجارب المريرة التي مر بها أثناء طفولته في العديد من قصصه ورواياته التي ألفها عن أبطال من الأطفال الصغار الذين عانوا كثيرا ً وذاقوا العذاب ألوانا ً وعاشوا في ضياع تام بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي كانت سائدة في (إنجلترا) في عصره، ونجد أن شخصيته الرائعة تجلت بوضوح فنجده بالرغم من المشقة التي كان يعاني منها في طفولته إلا أنه كان يستغل أوقات فراغه من العمل الشاق، فينكب على القراءة والاطلاع على الكتب كما كان يحرص على التجول وحيدا ً في الأحياء الفقيرة بمدينة الضباب الاصطناعي (لندن) حيث يعيش الناس حياة بائسة مريعة وخارجة عن القانون في بعض الأحيان.و كان قد تأثر في القوانين الليبرالية في عصره فوصف بيوت العمل التي نشأت وفق قانون الفقراء الإنكليزي لسنة 1834 في روايته الشهيرة أوليفر توست و في العديد من القصص والروايات التي كانت من إبداعاته وصف ديكنز هذه الأحياء الفقيرة بكل تفاصيلها وبكل المآسي التي تدور فيها، وعندما وصل إلى سن العشرين تمكنت الأسرة أخيرا ً من إلحاقه بأحد المدارس ليكمل تعليمه. و في نفس الوقت كان يعمل مراسلا ً لأحدى الجرائد المحلية الصغيرة لقاء أجر متواضع أيضا ً، ولكنه لم يهتم بالأجر فلقد تفانى في هذا العمل الصحفي الذي كان بمثابة أولى خطواته لتحقيق أحلامه فقد كان بمثابة تمرين له على حرفة الأدب، ولقد أتاح له هذا العمل الصحفي أن يتأمل أحوال الناس على مختلف مستوياتهم الاجتماعية والأخلاقية فخرج بالعديد من التجارب الإنسانية والأخلاقية التي وسعت آفاقه ومداركه الأدبية والحياتية.
أعماله المهمة

 مقال تفصيلي :أعمال تشارلز ديكنز
نشر ديكنز ما يزيد عن اثنتي عشرة رواية مهمة، وعدداً كبيراً من القصص القصيرة - من ضمنها عدد من القصص التي تدور حول ثيمة عيد الميلاد -، وعدداً من المسرحيات، كما أنه كتب كتباً غير خيالية. روايات ديكنز نُشرت مسلسلة في البداية في مجلات أسبوعية أو شهرية، ثم أعيدت طباعتها في هيئة كتب. وفي سن الرابعة والعشرين بالتحديد في عام 1836م. أصدر ديكنز أولى رواياته الأدبية والتي كانت بعنوان (مذكرات بيكويك) والتي لاقت نجاحا ً ساحقا ً بالفعل وجعلته من أكثر الأدباء الإنجليز شعبية وشهرة، ثم ازدادت شهرته في إنجلترا وخارجها عندما توالت أعماله في العالم بلغات مختلفة.
هدفه

قضى تشارلز معظم حياته في كتابة المقالات وتأليف الروايات والقصص القصيرة وإلقاء المحاضرات وكان يدعو باستمرار في أغلب أعماله إلى ضرورة الإصلاح الاجتماعي وإلى تدعيم المؤسسات الخيرية والصحية التي ترعى الفقراء من الناس. و لقد آمن ديكنز بأن كل الأحوال المزرية والسيئة قابلة للإصلاح مهما كان مدى تدهورها، لهذا سخر قلمه البليغ للدعوة إلى تخليص المجتمع البشري مما يحيط به من شرور وأوضاع اجتماعية غير عادلة.
روايات
أوراق بيكويك (مسلسل شهري, أبريل 1836 إلى نوفمبر 1837)[5]
مغامرات أوليفر تويست (مسلسل شهري في بينليز ميسليني, فبراير 1837 حتى أبريل 1839)
حياة ومغامرات نيكولاس نيكلباي (مسلسل شهري, أبريل 1838 حتى أكتوبر 1839)
متجر الفضول القديم (مسلسل أسبوعي فيماستر همفريز كلوك, 25 أبريل 1840, حتى 6 فبراير 1841)
بارنابي رودج: حكاية تمردات الثمانينيات (مسلسل أسبوعي في ماستر همفريز كلوك, 13 فبراير 1841, حتى 27 نوفمبر 1841)
كتب عيد الميلاد :
أنشودة عيد الميلاد (1843)
موسيقى الأجراس (1844)
فرقع لوز في المدفأة (1845)
معركة الحياة (1846)
الرجل المسكون وصفقة الشبح (1848)
حياة ومغامرات مارتن تشزلويت (مسلسل شهري, يناير 1843 حتى يوليو 1844)
دمبي وولده مسلسل شهري, (أكتوبر 1846 حتى 1848)
]ديفد كوبرفيلد (مسلسل شهري, مايو 1849 حتى نوفمبر 1850)
البيت الموحش (مسلسل شهري, مارس 1852 حتى سبتمبر 1853)
أوقات عصيبة: لهذه الأوقات (مسلسل أسبوعي في هاوسهولد ووردز, 1 أبريل 1854, حتى 12 أغسطس 1854)
دوريت الصغيرة (مسلسل شهري, ديسمبر 1855 حتى يونيو 1857)
حكاية مدينتين (مسلسل شهري في أول ذي يير راوند, 30 أبريل 1859, حتى 26 نوفمبر 1859)
آمال كبرى (مسلسل شهري في أول ذي يير راوند, 1 ديسمبر 1860 حتى 3 أغسطس 1861)
صديقنا المشترك (مسلسل شهري, مايو 1864 حتى نوفمبر 1865)
لغز إدوين درود (مسلسل شهري, أبريل 1870 حتى سبتمبر 1870. اكتمل ستة من أصل اثني عشر فقط)
الجولة الكسولة لمتدربين عاطلين (1890)
[عدل]مجموعات قصصية
إسكتشات بوز (1836)
أوراق مدفوغ (1837) في مجلة بلينتيز ميليسني
قطع أعيد طبعها (1861)
قصص عيد الميلاد من مجلة هاوسهولد ووردز:
ما يكونه عيد الميلاد حين نشيخ (1851)
سلسلة حكايات قرب نار عيد الميلاد (1852)
سلسلة حكايات أخرى قرب نار عيد الميلاد (1853)
المسافرون الفقراء السبعة (1854)
نزل الشجرة المقدسة (1855)
دمار "ماري الذهبية" (1856)
أخطار سجناء إنكليز معينين (1857)
بيت ليُترك (1858)
قصص عيد الميلاد من مجلة أول ذي يير راوند:
بيت مسكون (1859)
رسالة من البحر (1860)
أرض توم تريدلر (1861)
أمتعة شخص ما (1862)
مساكن السيدة ليريبر (1863)
ميراث السيدة ليريبر (1864)
وصفات الطبيب موريغولد (1865)
موغبي جنكشن (1866)
بلا شارع عام (1867)
[عدل]كتب غير خيالية، مسرحيات، وأشعار
مغازلات القرية (مسرحيات, 1836)
الجنتلمان الإنكليزي العتيق (شعر, 1841)
ملاحظات أمريكية: للتمرير العام (1842)
صور من إيطاليا (1846)
حياة سيدنا: كما كتبها لأطفاله (1849)
تاريخ طفل لإنكلترا (1853)
العمق المتجمد (مسرحية, 1857)
خطابات, رسائل وأقوال (1870)
وفاته

و في عام 1870 مات تشارلز ديكنز عن عمر 58 عاما ً بعد أن ترك للإنسانية هذا الكم الهائل من الكنوز الأدبية، ودفن في مدافن (وست مينستر ابي).
ميزات كتاباته

تصوير الواقع بشكل جذاب للقارئ.
الوصف الدقيق للشخصيات.
الوصف المفصل لمختلف الطبقات الاجتماعية.
العاطفة وخصوصا الحزن والأسى في العديد من كتباته.
النقد البناء وعكس مشاكل الشارع مما أسهم في الإصلاح.

3- جون ميلتون


جون ميلتون (John Milton؛ 9 ديسمبر 1608 - 8 نوفمبر 1674) شاعر وعالم إنجليزي من القرن 17، يعرف أكثر لقصيدة "الفردوس المفقود" (بالإنجليزية: Paradise Lost) التي كتبها في عام 1667. أصيب في فترة لاحقة من حياته بالعمى، وكتب حول ذلك قصيدة مكونة من 14 بيتاً شعرياً. إلى جانب جيفري تشوسر وويليام شكسبير، يعتبر جون ميلتون من أبرز شعراء الأدب الإنجليزي.
ولد جون ميلتون في مدينة لندن في 9 ديسمبر 1608. كان مهتماً بكتابة المقالات والقصائد. قصيدته الأكثر شهرة، "الفردوس المفقود"، التي تعتبر من أعظم الأعمال الشعرية في اللغة الإنجليزية. تلقى جون ميلتون تعليمه في كامبردج بين عامي 1625 و1632، وهناك كتب قصيدة "في صباح يوم ميلاد المسيح" (بالإنجليزية: On the Morning of Christ's Nativity). كان طيله حياته شخصية نشطة في القضايا السياسية والدينية، وإبان الحرب الأهلية الإنجليزية أصبح في صف أوليفر كرومويل المعارض للحكم الملكي. استطاع الفرار من عقوبات حتمية بعد رجوع الحكم الملكي في عام 1660. بعد إصابته بالعمى في عام 1652، كرس نفسه لكتابة قصيدة "الفردوس المفقود" التي تحكي قصة الشيطان وهبوط آدم وحواء. بعد أربع سنوات نشر قصة انتصار المسيح على إغراءات الشيطان في "استرداد الفردوس" (Paradise Regained) والدراما "عذاب شمشون" (Samson Agonistes). تشتمل أعماله المعروفة الأخرى على المسرحية القصيرة "كومس" (1637)، و"أريوباجيتيكاز" (1644). توفي في 8 نوفمبر 1674، في بكينغامشاير.
في عام 1638 قام ميلتون برحلة حج مدعمة بوثائق إلى روما بهدف الاتصال برجال الطبقة المستنيرة وتبادل الافكار معهم ،وكان قد اجتمع أيضا مرات عديدة بغاليلو خلال خضوع هذا الأخير للاقامة الجبرية، وكانت تلك الاجتماعات مصورة في العديد من لوحات عصر النهضة ،لا سيما منها لوحة الرسام آنيبال غاتي الشهيرة وعنوانها "غاليلو وميلتون"والتي لا تزال حتى ايامنا هذه معروضة في أهم متاحف فلورانسا.
النشأة ولد جون ميلتون في التاسع من ديسمبر سنة 1608 في إحدى ضواحي لندن، وقد نشأ ميلتون في بيئة يغلب عليها طابع التدين الممتزج بقدر كبير من الالتزام، وكذلك عُرف عن هذه الاسرة حبها الشديد للعلم، ويذكر التاريخ ان جده عانى الكثير في عصر الملكة اليزابيث وذلك بسبب اعتناقه للمذهب الكاثوليكي، ومن المعروف أيضا ان أباه كان شغوفا بالموسيقى،
فضلا عن كونه مؤلفا وملحنا موهوبا، وربما كان حب ميلتون للموسيقى نابعا من التصاقه الدائم بأبيه، وبذلك امتدت روافد العطاء من الأب للابن، ولاشك ان الموسيقى تركت بصمات ـ لا يمكن تجاهلها ـ على آراء ميلتون حيث كان يرى انها وسيلة مهمة لجعل الشعر أكثر فاعلية وتأثيرا.
ومن الواضح ان ميلتون عاش حياة مليئة بالمتاعب والمآسي المفجعة، فقد كانت المصائب تأتي تباعا، الواحدة تلو الأخرى، حيث فقد ابنه الأصغر في سنة 1952، ثم ما لبث ان فقد زوجته في العام نفسه، وبعد ذلك يستمر مسلسل الأحزان حيث يفقد بصره في العام نفسه، وبعد أربع سنوات يتزوج مرة أخرى حين يفقد زوجته الثانية وطفلتها الرضيعة، وفي سنة 1663 يخوض ميلتون غمار تجربة جديدة حيث يرتبط بسيدة تدعى اليزابيث ميتشال، ويظل يتخبط في هذه الحياة حتى يختطفه الموت في سنة 1674 وتنطوي آخر صفحة من صفحات حياته.
ولاشك ان رحلته إلى إيطاليا كان لها أبلغ الأثر في نضوجه الأدبي، فلم يكن ميلتون مجرد زائر جاء لكي يستمتع بجزء من وقته في ربوع هذه البلاد ولكنه كان أشبه ما يكون بسفير لثقافته. وقد كان محظوظا أكثر من أي مسافر آخر لأنه كانت لديه القدرة على التحدث بطلاقة باللغة اللاتينية مما أتاح له فرصة ذهبية للاحتكاك بالأدباء والفنانين والإيطاليين، حيث شارك في كثير من المناقشات الفلسفية والادبية التي كانت تدور رحاها في ذلك الوقت.
لقد كان ميلتون مولعا بالحرية وأولاها اهتماما كبيرا، وقد كان واضحا في كتاباته، وقد اتخذ رأيا عجيبا في هذا الصدد ودائما كان يقول ان الكفاح من أجل الحرية يتمثل في لغة التمرد، وربما كان في ذلك متأثرا بالافكار السائدة في عصره حيث كانت حياة الفرد المسيحي عبارة عن صراع تقليدي يتم بين ثنايا النفس البشرية التي كانت أشبه ما تكون بميدان للقتال، وطرفا المعركة هما المسيح والشيطان وكانا يتصارعان من أجل الفوز بهذه النفسية البشرية.
ويرى ميلتون ان العقل الذي منحه الله للإنسان تظهر آثاره في قدرة الإنسان على الاختيار، ومن هنا فإن الفضيلة تعتمد على مدى قدرة الإنسان على تبني اختيارات صحيحة.
ويرى جون تولاند (1698) ان ميلتون يهتم في كتاباته بالتأثيرات المختلفة للحرية، وخير دليل على ذلك هو ان الهيكل الرئيسي في قصيدته «الفردوس المفقود» يتمثل في الطغيان.
ففي هذه القصيدة يرى الشيطان ان كلمة الخضوع تعني الاحتقار وبهذا أصبح سجينا لهذه الفكرة التي أصبحت الشغل الشاغل له وبذلك أثرت كثيرا في قراراته. فأصبح ينظر لنفسه انه شخصية محتقرة، كما كان المجتمع ينظر اليه على انه قائد مهزوم.
ويعتقد ميلتون ان الفرد الصالح قادر على ان يقوم باتخاذ قرار منطقي وعقلاني في كل لحظة وفي أي موقف يتعرض له في حياته اليومية. ويتضح ذلك جليا أيضا في الفردوس المفقود. ومن الطبيعي ان تكون معظم شخصياته تعكس نجاحا منقطع النظير في مقاومة الاغراءات بنجاح، والقدرة على تبني اختيار بين اتجاهين متناقضين ـ الخير والشر.
وهذا الموضوع يشغل جزءا كبيرا من مساحة أعماله الادبية، ولاشك ان اختياره للشعر المرسل في الفردوس المفقود يبدو أكثر من مجرد اختيار جمالي، فهو يرى ان الحرية مثل الجنة تم فقدها ولكن يمكن استعادتها مرة أخرى.
تأثر ميلتون إلى حد كبير بالنظرة الدينية للمرأة، فلم يقدم ميلتون الحب الجسدي كما فعل غيره، فقد كان بعيدا كل البعد عن الدول في مغبة التصوير الجسدي، وهذا ربما يكون متناقضا مع ظروف عصره، ومن الواضح من كتابات ميلتون انه لم يستخدم ألفاظا مثيرة في تجسيد تأوهات العاشقين المعذبين أو في التحدث عن العواطف الملتهبة والتعطش التقليدي للمآرب الجنسية. وهذا ربما يجعلنا نحس ـ كما يقول أحد النقاد ـ ان هذا النوع من الحب يمثل اغراء حقيقيا لميلتون نفسه. وبالرغم من أن كثيرا من قصائده تناولت موضوع المرأة الا انها كانت خالية من أي نوع من الدناءة أو الانحطاط.
وهذا ربما يكون قريبا من المذهب الافلاطوني في الحب، والذي يبدأ فيه الفرد بالتعلق بشخص ما، وحينئذ يكتشف ان كل الخير والجمال الموجود على هذه الأرض ما هو الا انعكاس لنموذج لا يمكن ان يوجد في حياتنا.
كان ميلتون صاحب مدرسة أدبية في الشعر، ويعده النقاد من بين عظماء الشعر الإنجليزي، لدرجة انهم وضعوه جنبا إلى جنب مع وليام شكسبير، وهذا خير دليل على موهبته الأدبية الفذة وقدراته الكبيرة في هذا المجال.
ميلتون والاستعادة
ميلتون في آخر حياتهويمكن ان نضيف إلى ذلك ان ميلتون شارك الكثيرين من شعراء النهضة ـ خاصة سبنسر ـ في القدرة على استخدام الأساطير الكلاسيكية بطريقة جادة في اطار من الشعر الديني. ولاشك ان احساس ميلتون بالكرامة وايمانه بالجنس البشري بصورة عامة منعه من تصوير الكائنات البشرية كديدان أو حتى شرذمة من المخطئين خلقوا من أجل ان يخطئوا.
كتب ميلتون بكتابه الكثير من الأعمال الدينية ومن أشهرها «الأعمال الالهية والأيام» والتي تعطي نبذة عن خلق العالم ومسيرة الإنسان داخل هذا العالم، وكذلك يتحدث أيضا عن سقوط الإنسان بسبب آثامه المتكررة.
ويختلف الصراع الداخلي في أعمال ميلتون عن ذلك الموجود في أعمال الشعراء الميتافيزيقيين والآخرين، حيث يرى ميلتون ان الصراع ينشأ نتيجة للصدام بين إنسان صالح وعالم ظالم وليس نتيجة لأخطاء وذنوب هذا الإنسان.
كذلك يتميز أيضا بشغفه الزائد بالشعر الرعوي الذي ينبع من ايهامه بالطبيعة من حوله وجمالها الفتان، وكانت المرحلة الأولى من كتابته في هذا المجال عن وصف تقليدي منظم ولكن ما لبث ان كون فكرة جديدة عن الطبيعة مؤداها انها رمز للانسجام الكامل مع السماء ويرى بعض النقاد ان السطر الافتتاحي من الفردوس المستعاد يضع الفردوس المفقود في مصاف الشعر الرعوي حيث يرى في هذا السطر ان الفردوس المفقود ما هو الا قصيدة عن الحديقة السعيدة!
ربما كون هذا الوصف غريبا بعض الشيء ولكن لو تعمقنا في أحداث الفردوس المفقود نجد ان قدرا كبيرا منها يتناول حياة آدم وحواء وقد كان النمط الرعوي مرتبطا بالمراحل الأولى من تطور ميلتون كشاعر، نلاحظ ان كثيرا من الشعراء اتبعوا النهج نفسه، فعلى سبيل المثال نجد ان سبنسر بدأ قبل أن يكتب قصيدته الشهيرة «The Fair Queen».
في الفردوس المفقود Paradise Lost يوضح ميلتون كيفية فقدان إنسان للجنة وذلك بسبب طاعته، ثم بعد ذلك يعرض الأسباب التي أدت لسقوط الإنسان حيث يروي قصة آدم وحواء مع الشيطان وكيف استطاع الشيطان ان ينجح في اغوائهما بشتى الطرق من أجل معصية الله، وذلك عن طريق تحريضهما على الأكل من الشجرة التي تعرف بشجرة المعرفة، أما في قصيدته «ليسداس» فكان ميلتون يرثي الملك ادوارد الذي تحطمت سفينته ومات غرقا في البحر الايرلندي وكان عمره لا يتعدى الخامسة والعشرين،
ويتناول ميلتون هذه الفكرة بطريقة فيها نوع من الجدة والحداثة، حيث يحاول الشاعر ان يصنع اكليلا من الزهور لصديقه المتوفى ولكن عندما يذهب لاحضار الزهور التي يصنع منها هذا الاكليل نجد ان الزهور لم تنضج بعد وهنا يحاول أن يوجد نوعا من العلاقة بين الزهور غير الناضجة وبين صديقه الذي مات في ريعان شبابه، كما لو كان كلاهما قد قطف قبل أوانه.. هذا المعنى عبّر عنه أمل دنقل أثناء مرضه الذي مات فيه في قصيدته عن باقة الزهور.
أما في شمشون المصارع فهو يحكي قصة شمشون الذي وقع في الأسر وتم ايداعه سجن غزة. وبعد ذلك يرد المحاولات المتكررة من أصدقائه وأبيه (مانيو) لإخراجه من السجن، وأثناء فترة سجنه يأمره الحاكم ان يستعرض قوته أمام الشعب في أحد الاحتفالات ولكنه يتمنع في البداية، ثم لا يلبث ان يوافق على ذلك وتستمر القصة على هذا المنوال إلى ان تنتهي بموت شمشون في مشهد تراجيدي مؤثر.
كذلك هناك الكثير من قصائد الحب المؤثرة في كتابات ميلتون ومنها على سبيل المثال قصيدته «كوماس» التي تحكي قصة حب مثيرة بعيداً عن الاثارة الجنسية التي كانت تتصف بها كتابات ذلك العصر.


4- جاين أوستن



جاين أوستن (16 ديسمبر 1775 - 18 يوليو 1817) (بالإنجليزية: Jane Austen) روائية إنجليزية رواياتها من أفضل ما كتب في اللغة الإنجليزية.
ولدت جاين أوستن في ستيفنتن في بريطانيا عام 1775. والدها كان قسا قروياً لا يملك الكثير من المال، ومع ذلك فقد كانت طفولتها سعيدة. تعلمت جاين في المقام الأول على يدي والدها وإخوتها الأكبر سناً، كما تعلمت من قراءتها الخاصة. في عام 1801 انتقلت اسرتها إلى مدينة باث. لم تحب هذه المدينة وبعد وفاة والدها في عام 1805 انتقلت جين ووالدتها واختها إلى شوتون حيث اهتم بهن أخوها الغني وأعطاهن بيتاً.
قبلت الزواج من رجل ثري ولكن كانت خطوبة قصيره فقد نامت جين لتصحو في صباح مبكر وتهمس في اذن إحدى بنات اشقائها « كل شيء يمكن ان يحدث اي شيء يمكن ان يتحمله الإنسان إلا ان يتزوج بغير حب ».‏[1]
في الفترة من عام 1811 وحتى عام 1816 حققت جين اوستن نجاحا هائلاً ككاتبة حيث نشرت العديد من روايتها مثل احاسيس ومعقولية 1811 وكبرياء وتحامل 1813، حديقة مانسفيلد 1814 Mansfield Park، إيما 1815. كما قامت بعد ذلك بكتابة روايتين هما : دير نورث آنجر Northanger Abbey واقناع اللتان تم نشرهما بعد وفاتها عام 1818. كانت جين أوستن قد بدأت في كتابة رواية أخرى ألا وهي سانديتون Sanditon ولكنها توفيت قبل أن تنتهى من كتابتها حيث كانت مريضة فسافرت مع عائلتها الي ونشستر باحثة عن الشفاء. وتوفيت وهي في الواحدة والأربعين من عمرها.
قال عنها «سومرست موم» لقد وجدت المرأة نفسها عندما ولدت جين وقال عنها المؤرخ الكبير «مالاي » انها أعظم أدباء إنجلترا بعد شكسبير وقال عنها «والترالن » أصبحت جين مقياساً ومرجعاً نعود اليهما كلما أردنا أن نقيم أعمال المؤلفين المحدثين.
روايات جين أوستن

مع أنها لم تتزوج في حياتها فإن هذا لم يمنعها من كتابة روايات عن الزواج والنساء اللواتي يبحثن عن ازواج. فقد كانت كل صديقاتها يردن الزواج ليرفعن من مكانتهن الاِجتماعية. في نهاية كل رواياتها كل الشخصيات يقعن في حب الرجل المناسب.
الروايات القصصية بقلم جاين أوستن مشهورة لانها تسخر من القواعد الاجتماعية وتظهر الأسلوب البارع لدى الكاتبة.
بالرغم من أنها شهدت مدة من الحرب والثورة عدم الاستقرار الاجتماعي لم تكتب جين عن الحروب أو عن أحداث عظيمة أخرى.لم تشتبك شخصياتها في مشاكل الحياة الخطيرة، لكن انشغلت في نوع من المشاكل التي يواجهها أي شخص-أشياء تقلق كل شخص في حياته الخاصة وفي حياة الناس القريبين منه.
كان لدى جين إحساساً حاداً لمعرفة طبائع البشر. ورواياتها مليئة بصور الناس الذين يعتبرون أنفسهم أفضل مما هم عليه.
أشهر روايتها هي كبرياء وتحامل (كبرياء والحكم المسبق) وهي قصة عاطفية عن الامراة الذكية إليزابيث بينيت والرجل الغني والمعجب بنفسه فيتزويليام دارسي. مع ان هذه الرواية تتكلم عن الحب ففي نفس الوقت تتكلم أيضا عن النظرية المعروفة، المنزلة الِاجتماعية.
هدية جين الي عالم الادب الغربي هي الرواية الحديثة الأولي بالانجليزية. رواياتها تتكلم عن الحياة اليومية والمشكلات اليومية للطبقة الوسطي. رواياتها كانت من أوائل الكتب التي ناقشت حياة النساء في أوائل القرن التاسع عشر.
كبرياء وتحامل
إيما
أحاسيس ومعقولية
الإقناع


5- فرانسيس بيكون


فرانسيس بيكون (بالإنجليزية: Francis Bacon) (م 22 يناير 1561 - 9 أبريل 1626) فيلسوف ورجل دولة وكاتب إنجليزي، معروف بقيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على " الملاحظة والتجريب ". من الرواد الذين انتبهوا إلى غياب جدوى المنطق الأرسطي الذي يعتمد على القياس.
محتويات 
1 بداية حياته
1.1 فلسفة بيكون
1.2 أهمية العلم عند بيكون
2 المنهج الجديد
3 قواعد منهج الاستقراء
بداية حياته

' عمله '
المنهج التجريبي لدى فرانسيس بيكون: (لو بدأ الإنسان من المؤكدات انتهى إلى الشك، ولكنه لو اكتفى بالبدء في الشك، لانتهى إلى المؤكدات) فرانسيس بيكون
شهد القرن السابع عشر تغييرات هامة في طريقة تفكير الكثيرين جعلته بمثابة ثورة إلا أنها لم تكن بالغة الأثر وذلك راجع إلى الضغوط القوية المستحدثة التي أثرت على بناء الفكر وتلاحمه، وقد جاءت الضغوط من عدة اتجاهات أهمها الأفكار العلمية التي فجرها جاليليو ونيوتن، عصر النهضة بإعادة إحياء معرفة الشكاك القدامى، عصر الإصلاح الديني الذي تحدى السلطات التقليدية وكذلك الحروب الدينية والثورة الصناعية والتوسع وراء البحار مما كشف الأوروبيين على حضارات أجنبية جديدة.
هذه العوامل أثرت في طريقة التفكير ولم يكن أمام الفلسفة خيار سوى الاستجابة واستيعاب أكثر قدر من الأفكار والمعلومات والحقائق الجديدة. ولهذا الغرض ابتدأت بالشك، لأن التفكير العلمي الفعال يبدأ من الشك لا من الإيمان. ويعتبر بيكون من أوائل الذين دعوا إلى تحرير الفكر والاصطباغ بالروح العلمية في العصور الحديثة في كل أوروبا. يقول بيكون: إن إفساح المجال أمام الشك له فائدتان، الأولى تكون كالدرع الواقي للفلسفة من الأخطاء والثانية تكون كحافز للاستزادة من المعرفة. ولد فرانسيس بيكون في مدينة لندن في الثاني والعشرين من شهر يناير من عام 1561، التحق بجامعة كامبريدج ومن ثم رحل إلى فرنسا واشتغل مدة في السفارة الإنجليزية بباريس ثم ما لبث أن عاد إلى وطنه وشغل مستشارا للملكة إليزابيث.
فلسفة بيكون
يعتبر بيكون هو حلقة الاتصال بين الماضي والحاضر وذلك لأنه يرى أن الفلسفة قد ركدت ريحها، واعتراها الخمود في حين أن الفنون الآلية كانت تنمو وتتكامل وتزداد قوة ونشاطا على مر الزمن.أدرك بيكون أن انحطاط الفلسفة يرجع إلى عدة عوامل: خلفت النهضة روحا أدبية جعلت الناس يهتمون بالأساليب والكلمات ويهملون المعاني. اختلاط الدين بالفلسفة، واعتماد الناس في أحكامهم على الأدلة النقلية وأخذهم بأقوال السالفين دو نظر في صحتها من عدمه. لرجال الفلسفة أثر في انحطاط الفلسفة، إذ خرجوا بها عن موضوعها واعتمدوا فيها على الثرثرة الكاذبة. تعصب الناس وتمسكهم بالعادات القديمة والعقائد الموروثة. عدم التثبت في دراسة الأمثلة والطفرة في الوصول إلى نتائج.
وقد أدرك بيكون بأن العيب الأساسي في طريقة التفكير لدى فلاسفة اليونان والعصور الوسطى إذ ساد الاعتقاد بأن العقل النظري وحده كفيل بالوصول إلى العلم، ورأى أن الداء كله يكمن في طرق الاستنتاج القديم التي لا يمكن أن تؤدي إلى حقائق جديدة، فالنتيجة متضمنة في المقدمات. فثار ضد تراث أفلاطون وأرسطو بأسره وظهر له بأن الفلسفة المدرسية شيء مليء بالثرثرة، غير واقعي وممل للغاية، كما أنها لم تؤد إلى نتائج، وليس هناك أمل في تقدم العلوم خطوة واحدة إلا باستخدام طريقة جديدة تؤدى إلى الكشف عن الجديد وتساعد على الابتكار لما فيه خير الإنسانية. وقد حمل الفلسفة التقليدية وزر الجمود العلمي والقحط العقلي ويستغرب عجزها عن الإسهام الفاعل في رفاهية الإنسان وتقدمه وسعادته. وقد اعتقد بيكون أنه قد وجد الطريقة الصحيحة في الصيغة الجديدة التي وضعها للاستقراء، ويقصد به منهج استخراج القاعدة العامة (النظرية العلمية) أو القانون العلمي من مفردات الوقائع استنادا إلى الملاحظة والتجربة.
أهمية العلم عند بيكون
آمن بيكون إيمانا مطلقا بالعلم وبقدرته على تحسين أحوال البشر فجعل العلم أداة في يد الإنسان، تعينه على فهم الطبيعة وبالتالي السيطرة عليها. يؤمن بيكون بأنه كانت للإنسان سيادة على المخلوقات جميعا ثم أدى فساد العلم إلى فقدان هذه السيطرة ومن هنا كانت غايته مساعدة الإنسان على استعادة سيطرته على العالم.أراد بيكون أن يعلم الإنسان كيف ينظر إلى الطبيعة، فالأشياء تظهر لنا أولا في الضباب وما نسميه في أغلب الأحيان مبادئ هو مجرد مخططات عملية تحجب عنا حقيقة الأشياء وعمقها.ورأى أنه يجب أن تكون للإنسان عقلية عملية جديدة، يكون سبيلها المنهج الاستقرائي الذي يكون الهدف منه ليس الحكمة أو القضايا النظرية بل الأعمال، والاستفادة من إدراك الحقائق والنظريات بالنهوض في حياة الإنسان وهذا ما عبر عنه بقوله: "المعرفة هي القوة". ففلسفته محاولة لكشف القيم الجديدة التي تتضمن الحضارة العلمية الحديثة في أول عهودها، واستخلاص المضمونات الفكرية لعصر الكشوف العلمية والجغرافية والتعبير بصورة عقلية عن التغيير الذي تستلزمه النظرة الجديدة إلى الحياة تتجلى فكرة بيكون في مقولته بأن المعرفة ينبغى أن تثمر في أعمال وان العلم ينبغي أن يكون قابلا للتطبيق في الصناعة، وأن على الناس أن يرتبوا أمورهم بحيث يجعلون من تحسين ظروف الحياة وتغييرها واجبا مقدسا عليهم.التجديد الذي قدمه بيكون هو قدرته على أن يثمر أعمالا.. فالعلم في رأيه هو ذلك الذي يمكن أن يثمر أعمالا ويؤدي إلى تغيير حقيقي في حياة الناس. وهذا يعني أن العلم الذي يُدرس في معاهد العلم الموجودة ليس علما، وأنه لا بد من حدوث ثورة شاملة في نظرة الناس إلى العلم، والى وظيفته والى طريقة تحصيله. وهكذا اتجهت دعوة بيكون إلى القيام بأنواع جديدة من الدراسات العلمية التي ترتبط بحياة الإنسان ارتباطا وثيقا، بحيث يكون هذا العلم أساسا متينا تبنى عليه الفلسفة الجديدة بدلا من الأساس الواهي القديم وهو التجريدات اللفظية الخاوية وقد صنف بيكون العلوم وكان هدفه منها ترتيب العلوم القائمة وخاصة الدالة على العلوم التي ينبغي أن توجد في المستقبل وهو يرتبها بحسب قوانا الإدراكية ويحصرها في ثلاث:
الذاكرة وموضوعها التاريخ.
المخيلة وموضوعها الشعر.
العقل وموضوعه الفلسفة.
المنهج الجديد

كان بيكون يرى أن المعرفة تبدأ بالتجربة الحسية التي تعمل على إثرائها بالملاحظات الدقيقة والتجارب العملية، ثم يأتي دور استخراج النتائج منها بحذر وعلى مهل ولا يكفي عدد قليل من الملاحظات لإصدار الأحكام، وكذلك عدم الاكتفاء بدراسة الأمثلة المتشابهة بل تجب دراسة الشواذ من الأمور الجوهرية في الوصول إلى قانون عام موثوق به يقول بيكون: إن الاستنباط الذي يقوم على استقراء أمثلة من طراز واحد لا يعتد به وإنما هو ضرب من التخمين، وما الذي يدلنا على استقصاء البحث وعموم القانون وقد تكون هناك أمثلة لا تشترك مع البقية في الخصائص، وهذه لا بد من دراستها؟ وقد دفع به هذا الموقف إلى نقد المدرسيين والقدماء لاكتفائهم بالتأمل النظري حول الطبيعة دون أن يعنوا بملاحظة ظواهرها. ومن ثم فإن الفلسفة الحقة – في نظره- يجب أن تقوم على أساس من العلم وتستمد نتائجه القائمة على الملاحظة والتجربة. فيجب على العلم الطبيعي إذن احترام الواقع الحسي إلى جانب الذهن في تخطيطه للطبيعة. وهذه هي أسس النظرية المنطقية الجديدة، التي استند إليها بيكون في دعوته إلى ضرورة إصلاح المنطق الصوري الأرسطي وتعديله والاستعاضة عنه بمنطق جديد يمهد السبيل أمام الإنسان لكي يستطيع بواسطته الكشف عن ظواهر الطبيعة والسيطرة عليها، أي انه يريد استبدال منهج البرهان القياسي بمنهج الكشف الاستقرائي.يرى بيكون أنه إذا أردنا الوصول إلى الهدف المنشود فلا بد من مراعاة شرطين أساسيين وهما:
شرط ذاتي يتمثل في تطهير العقل من كل الأحكام السابقة والأوهام والأخطاء التي انحدرت إليه من الاجيال السالفة
شرط موضوعي ويتمثل في رد العلوم إلى الخبرة والتجربة وهذا يتطلب معرفة المنهج القويم للفكر والبحث، وهو ليس إلا منهج الاستقراء.وليس المنهج هدفا في حد ذاته بل وسيلة للوصول إلى المعرفة العلمية الصحيحة، إذ أنه - كما يقول بيكون - بمثابة من يقوم بإشعال الشمعة أولا ثم بضوء هذه الشمعة ينكشف لنا الطريق الذي علينا أن نسلكه حتى النهاية.
قواعد منهج الاستقراء

جمع الأمثلة قدر المستطاع.
تنظيم الأمثلة وتبويبها وتحليلها وإبعاد ما يظهر منها انه ليس له بالظاهرة المبحوثة علاقة عله ومعلول.
وهكذا يصل إلى صورة الظاهرة والتي تعني عند بيكون: قانونها أساس طريقة الاستقراء لدى بيكون هي أن يتجرد الإنسان من عقائده وآرائه الخاصة، ويطرق باب البحث مستقلا، ويتلمس الحكمة أنى وجدها ويتذرع بجميل الصبر وطول الأناة حتى يأمن العثار. ويتمثل في الكشف عن المنهج العلمي القويم وتطبيقه وإخضاع كل قول مهما كان مصدره للملاحظة والتجربة، فالإنسان لن يستطيع أن يفهم الطبيعة ويتصدى لتفسير ظواهرها إلا بملاحظة أحداثها بحواسه وفكرة


6- جورج غوردون بايرون



جورج غوردون بايرون أو اللورد بايرون (Lord Byron؛ 22 يناير 1788 في إنجلترا - 19 أبريل 1824 في اليونان) شاعر بريطاني من رواد الشعر الرومانسي. كانت قصائده تعكس معتقداته وخبرته. شعره تارة ما يكون عنيفاً وتارة أخرى رقيقاً، وتتصف قصائده في أغلب الأحيان بالغرابة. يصر اللورد بايرون على حرية الشعوب وكان من أبرز رواد الفلهيلينية.
سيرة

ولد اللورد بايرون في مدينة لندن بإنجلترا في 22 يناير 1788، وعاش حياته في إسكتلندا. حينما أصبح في سن السادسة عشر، حصل على لقب "اللورد"، ثم انتقل إلى إنجلترا ودرس في جامعة كمبردج. في عام 1807 انتهى من أول كتاب شعر له وكان اسمه "ساعات الكسل" (بالإنجليزية: Hours of Idleness). في السنين التالية أخذ يتجول في أوروبا الشرقية، وفي عام 1812 قام بأول نشر لكتابه الشعري "رحلة تشايلد هارولد" (بالإنجليزية: Childe Harold's Pilgrimage). تلى ذلك عدد من الأعمال أبرزها: "عروس أبيدوس" (The Bride of Abydos)، و"القرصان" (The Corsair). في عام 1815 تزوج آن إيزابلا ملبانك. غادر اللورد بايرون إلى إيطاليا في عام 1816، وكتب أعمال منها: "مانفرد" (Manfred)، و"قايين" (Cain)، و"دون جوان" (Don Juan) الذي لم يكمله بسبب وفاته في عام 1824 أثناء حرب استقلال اليونان.

7- لويس كارول


لويس كارول (Lewis Carroll) ‏(1832- 1898) هو الاسم المستعار للكاتب وعالم الرياضيات والمصور الفوتوغرافي الإنكليزي تشارلز لوتويدج دودسن. من أشهر ما كتب قصة أليس في بلاد العجائب. كما أنه قد كتب قصص أخرى حازت نجاحا مثل:
"من خلال الزجاج" Through the Looking-Glass.
"The Hunting of the Snark".
"ثرثرة" Jabberwocky.

8-  أجاثا كريستى



أجاثا كريستي (بالإنجليزية: Agatha Christie) أو أجاثا ميري كلاريسا (بالإنجليزية: Agatha Mary Clarissa) وتعرف أيضا السيدة مالوان (بالإنجليزية: Lady Mallowan)، (من 15 سبتمبر (أيلول) 1890 إلى 12 يناير (كانون الثاني) 1976)، هي كاتبة إنجليزية اشتهرت بكتابة الروايات البوليسية لكنها أيضا كتبت روايات رومانسية باسم مستعار هو ماري ويستماكوت (بالإنجليزية: Mary Westmacott) تعد أعظم مؤلفة روايات بوليسية في التاريخ حيث بيعت أكثر من مليار نسخة من رواياتها التي ترجمت لأكثر من 103 لغات.


قبر أجاثا كريستي


إحدى غرف فندق بيرا بالس، حيث كتبت إحدى رواياتها.
محتويات 
1 نشأتها
2 تعليمها
3 زواجها
4 حياتها الزوجية وبيئة الكتابة
5 اختفاء أجاثا كريستي
6 الخيال الخلاق :منهج أجاثا كريستي في الكتابة
7 موقعها في الأدب البوليسي
8 أعمالها
9 انظر أيضا
10 مراجع
11 قراءة إضافية
11.1 مقالات
11.2 كتب
نشأتها

ولدت أجاثا كريستي Agatha Christie في (Torquay, Devon) عام 1890 من أب أمريكي وأم انجليزيه، عاشت في بلدة (ساوباولو) معظم طفولتها، تقول عن نفسها: إنني قضيت طفولة مشردةإلى أقصى درجات السعادة، تكاد تكون خالية من أعباء الدروس الخصوصية، فكان لي متسع من الوقت لكي أتجول في حديقة الازهارالواسعة وأسيح مع الاسماك ماشاء لي الهوى.!! وإلى والدتي يرجع الفضل في اتجاهي إلى التأليف، فقد كانت سيدة ذات شخصية ساحرة ،ذات تأثير قوي وكانت تعتقد اعتقاداً راسخاً أن أطفالها قادرين على فعلِ كلِ شيء وذات يوم وقد أصبت ببرد شديد ألزمني الفراش قالت لي:‏ ـ خير لكِ أن تقطعي الوقت بكتابة قصة قصيرة وأنت في فراشك.‏ ـ ولكني لا أعرف.‏ ـ لا تقولي لا أعرف، ‏ وحاولت ووجدت متعة في المحاولة، فقضيت السنوات القليلة التالية أكتب قصصاً قابضة للصدر.!! يموت معظم أبطالها.!! كما كتبت مقطوعات من الشعر ورواية طويلة احتشد فيها، عدد هائل من الشخصيات بحيث كانوا يختلطون ويختفون لشدة الزحام، ثمَّ خطر لي أن أكتب رواية بوليسية، ففعلت واشتد بي الفرح حينما قبلت الرواية ونشرت، وكنت حين كتبتها متطوعة في مستشفى تابع للصليب الأحمر إبان الحرب العالمية الأولى.‏.
تعليمها

تلقت أجاثا تعليمها في البيت مثل فتيات كثيرات من العوائل الموسرة وحسب التقليد آنذاك، ثمَّ التحقت بمدرسة في باريس وجمعت بين تعلم الموسيقى والتدريب عليها وبين زيارة المتاحف والمعارض الكثيرة في فرنسا ولم تعجب بأساطين الرسم الزيتي في القرنين السادس عشر والسابع عشر وتلك مسألة تنم عن غرابة وخروج على المألوف في مثل هذه الحالات.!!!.‏ لم تدخل المدرسة قط
زواجها

عادت إلى إنكلترا وكانت في العشرينات من عمرها... تقدّم لها عدد من الخاطبين الأثرياء والفقراء... رفضتهم جميعاً، حتَّى كان زواجها الأول من العسكري البريطاني (أرتشي كريستي) عام 1914 ومنه أخذت لقبها الذي لازمها طوال حياتها، ولكن زواجها منه فشل بسبب افتقادها (الصحبة المشتركة) أو (الرفقة الزوجية) وتلك قيمة أساسية في حياتها ظلَّت تؤكد عليها حتَّى بعد زواجها الثاني...، إذن كانت (الرفقة) التي تتعطَّش لها ولم يوفرها زوجها الأول فضلاً عن ارتباط (أرتشي كريستي) بعلاقة عاطفية مع امرأة أخرى ثمَّ تصرفه مع (أجاثا) وكأنها ربة بيت ورفيقة فراش.!! كانت تلك أسباب انفصالها عنه بالطلاق بعد أن أنجبت منه ابنتها (روزلند).‏
تقول (جانيت مورغان) واضعة سيرة هذه الروائية:‏
"إن أجاثا كريستي هي سيدة ريفية بكل ما في الكلمة، ليس لأنها ولدت وترعرعت في توركاي ـ المنتجع الصيفي جنوب بريطانيا ـ بل لأن مظهرها وعاداتها كانت مطابقة لحياة وعادات الحقبة التي عاشتها تماماً، ولم تمر في حياتها بأحداث دراماتيكية أو تسعى وراء المغامرة...".!!!.‏... في عام 1930 تزوجت أجاثا كريستي من (ماكس مالوان) عالم الآثار المعروف بعد أن التقت به في إحدى سفراتها إلى الشرق حيث عاشت معه في سوريا و العراق عندما كان يقوم بابحاثه، وكان عمرها يومذاك 39 سنة بينما كان عمره 26 سنة.!!.‏
[عدل]حياتها الزوجية وبيئة الكتابة

وقد أتاح لها زواجها هذا أن تزور معظم بلاد الشرق الأدنى والأعلى، فتجولت في بلاد الشام العراق ومصر وبلاد فارس...الخ، ووفَّر لها هذا التجوال فرصاً ممتازة لكتابة أجمل رواياتها وقصصها المليئة بالأسرار، المفعمة بالغموض، المعتمدة ليس على مواقع الحدث في بلاد الشرق الساحرة فقط وإنما على خيال الكاتبة الجامح، أيضاً ولغتها المتدفقة السيالة وقدرتها الفريدة على ابتكار الشخصيات الغامضة والمثيرة وتحريكها عبر الرواية باتجاهات مختلفة تُذهل القارئ.!! بل تشدَّه وتدهشه.!! ومثلما ابتكر (السير آرثر كونان دويل) شخصية (شرلوك هولمز) وزميله (الدكتور واتسون) كذلك نحتت أجاثا كريستي شخصيات المفتش (هركول بوارو) والكولونيل (بريس) و(مس جين ماربل Miss Marple)...‏
ولعل الاستقرار العائلي الذي أتاحه لها زواجها من (مالوان) ـ فضلاً عن عوامل أخرى ـ كان من أسباب استقرارها النفسي والفكري ممَّا هيأ فرص الكتابة والإنتاج الأدبي حتَّى وهي ترافق زوجها في إقامته بالمواقع الأثرية. يقول (ماكس مالوان) في مذكراته عن طقوس الكتابة لدى زوجته "شيدنا لأجاثا حجرة صغيرة في نهاية البيت(1) كانت تجلس فيها من الصباح وتكتب رواياتها بسرعة وتطبعها بالآلة الكاتبة مباشرة، وقد ألَّفت ما يزيد على ست روايات بتلك الطريقة موسماً بعد آخر..." ومن المفيد أن نذكر أن كريستي كانت قد انضمت رسمياً إلى بعثة التنقيب البريطانية في نينوى شمال العراق برئاسة (الدكتور تومسن كامبل) ثمَّ إلى بعثة الأربجية عام 1932 برئاسة زوجها. وكانت فضلاً عن جهدها التنقيبي، تجد الوقت الكافي للكتابة..!! حتَّى أنه حين لا يتوفر لها السكن في الموقع الأثري، تنصب لها خيمة خاصة بعيداً قليلاً عن ضجيج الحفر تعمد إلى كتابة رواياتها وقصصها داخلها... وعن حياته المشتركة مع أجاثا، يقول مالوان:‏
"عشنا في بيت صغير ذي حديقة أسفل تل النبي يونس، وضم التل أيضاً مستودع أسلحة سنحاريب ـ الملك الآشوري ـ وكان الوصول من بيتنا إلى قمة نينوى تل قويسنجق يستغرق عشرين دقيقة على ظهور الخيل، ومن القمة نطل على مشهد شامل للمناظر الطبيعية والتاريخ...، ونطل من ارتفاع مئة قدم فوق السهل إلى الغرب على الضفاف الشديدة الانحدار لنهر دجلة السريع الجريان ليس هذا فقط، إنما كانت كثيراً ما تتهيأ لشتاء الموصل الطويل بشراء كميات من الخشب التماساً للدفء كلما اقترب موسم البرد وكانت تدفع بسخاء لقوافل الأكراد التي تبيع الخشب، في هذا البيت ـ قليل الأثاث ـ احتاجت أجاثا مرَّة لمنضدة تكتب عليها روايتها (اللورد ـ ايجوير يموت) فقصدت سوق الموصل واشترت بثلاث باونات منضدة، اعتبرها الدكتور كامبل رئيس هيئة التنقيب تبذيراً...!!! ورغم أن الكتابة كانت شاغلها، فقد كان لها دورها ومهماتها ضمن بعثة التنقيب، كانت أجاثا كريستي ـ يقول مالوان ـ سخية دائماً وأنموذجاً للانسجام، ساعدت في إصلاح العاجيات ووضع الفهارس لأنواع (اللقي) الأثرية، كما ساعدت في التصوير الفوتوغرافي للبعثة. وبالمقابل، استطاع (مالوان) زوجها المخلص أن يرسم لها صورة مختلفة للعالم، وأن ينظّم أعمالها على نحو لم تكن تنتظره، فكان يحل مشاكلها المالية سواء بالنسبة لألاعيب دور النشر المستغلة، أو لتحايل منتجي الأفلام أو لمشاكلها مع أصحاب المسارح، أنه يجيد ترتيب المعلومات وتبسيطها.‏
وقدأقامت أجاثا كريستي شهر العسل مع زوجها السير مالون في قرية عين العروس على ضفاف نهر البليخ وغابات عين العروس الجميلة وتلالها ألأثرية الرائعة حيث كان زوجها في مهمة أثرية في الجزيرة السورية في زياراتها المتكررة إلى سوريا برفقة زوجها عالم الاثار الذي كان يعمل في إحدى المواقع الأثرية في شمال شرق سورية سكنت اجاثا كريستي في فندق بمدينة حلب وهو (فندق بارون) الذي كان مقصد المشاهير وخاصة من أوروبا والقادمين على متن قطار الشرق السريع الي حلب وكتبت قصتها الشهير (جريمة في قطار الشرق السريع) أثناء مكوثها في حلب وما تزال ذكراها في إحدى زوايا الفندق العريق فندق بارون إلى اليوم وفتنت بحلب وعظمة قلعتها واسواقها الشرقية البديعة وتجولت في التلال الأثرية في وسط وشرق سوريا.
أريد ممَّا عرضته من تفاصيل عن هذا (المقطع) من حياة الكاتبة ربَّما يراها البعض ليست ذات بال ـ أن أنّبه إلى ما توفر لها من (اطمئنان) و(رفقة) و(عمل لذيذ) و(أجواء ساحرة) كانت بحاجة إليها كلّها، فضلاً عن غوصها في أعماق التاريخ من خلال مواقعه بحثاً عن كل مثير وغامض.!!تجولت في سوريا ومصر والأردن وفلسطين وبلاد فارس، وكان لها في كل موقع أثري رواية أو قصة، لم أتناولها تفصيلاً، فمثلاً، قصتها (لؤلؤة الشمس) مثلت تسجيلاً لزيارة قامت بها مع زوجها إلى (البتراء) في حدود عام 1933 ـ 1934. أمَّا رواية (موعد مع الموت) وفي فصلها الخامس بالذات فتصف روعة بناء المسجد الأقصى وعظمة قبته المُشيدة على صخرة مرتفعة وجمال نقوشه... الخ.‏ حديثها مع الدليل العربي الذي رافقهم في أحد التلال الأثرية في الجزيرة السورية...، وكذلك فعلت في قصتها (نجمة فوق بيت لحم) عام 1965. زارت الكاتبة مصر درست حضارتها وتاريخها وكتبت الرواية المعروفة (موت على النيل) التي حولت إلى مسرحية عام 1946 بعنوان (جريمة قتل على النيل) كما كتبت الرواية الثانية (الموت يأتي في النهاية) وذلك عام 1945، كما كانت قد كتبت مسرحية (أخناتون) الملك المصري الذي فرض ديانة جديدة، وقد أعدت أجاثا كريستي لكتابة هذه المسرحية منذ زيارتها (الأقصر) جنوب مصر عام 1931، واستعانت بخبرة علماء الآثار في رسم شخوص المسرحية التي أصدرتها إحدى دور النشر عام 1973...‏
إذن، هناك العديد العديد من الأعمال التي كان (التاريخ) قاعدتها وأرضيتها، وخيال الكاتبة الجموح بناؤها وعمارتها.!! ولعل من الإنصاف أن نتساءل، كم من الكاتبات أتيح لهنَّ العيش والتجوال في مدن الكلدانيين والآشوريين والحوريين والميتانيين والاراميين واثار وتلال الجزيرة السورية وماري وتدمر بالميرا وبتراء الأنباط ومصر الفراعنة.!!؟؟ قليل قليل بلا شك.‏...هكذا عاشت كريتسي وهكذا كتبت، حتَّى أنها عند بلوغها سن الخامسة والثمانين كانت قد أنتجت (85) كتاباً بمعدل كتاب لكل سنة.!! وهو رقم خارق يعكس القدرة على الإنتاج والكتابة، يتساءل (مالوان) "كيف نفسر هذه الظاهرة.؟ إنها ناشئة عن حالة دائمة من الخيال الجامح".‏
اعتبرت هذه الكاتبة مسألة (الرفقة) كما أسلفنا عنصراً جوهرياً في السعادة الزوجية، كما مشاطرة الخبرات والمشاعر والأفكار والتعبير المبهج عنها، ولعل هذه الأمور مجتمعة كانت من أسباب نجاح ديمومة زواجها من (مالوان) فقد استمرت حياتها معه (45) عاماً، أي حتَّى وفاتها عام 1976، ومن طريف ما يروى أنها كلما كانت تسأل عن سر تعلّق (مالوان) بها وحبه لها كلما تقدمت في العمر وهي تكبره أصلاً تجيب: إنه أمر طبيعي، فزوجي عالم آثار يعشق الآثار القديمة.!!.‏
اختفاء أجاثا كريستي

في عام 1926اختفت أجاثا كريستي لمدة عشرة أيام، وكان أن اشترك الشعب البريطاني في البحث عنها..!! سواء مباشرة أو بمتابعة أخبارها، ولم يعرف أحد سبب ذلك الاختفاء المتعمد، لكن التكهنات عزت العملية إلى خوفها من فقدان والدتها أو تأثرها بفقدانها، لكن جانيت مورغان التي كتبت سيرتها عام 1985 أرجعت السبب إلى صدمة عاطفية كبيرة ولكن صدمتها تلك كانت الثانية، بعد صدمتها الأولى في إخفاق زواجها من (ارتشي كريستي) وقد أخفت الكثير من ملابسات طلاقها وكذلك تفاصيل اختفاءها شأنها في كل قصصها ومن هول الصدمات فقد فقدت الذاكرة لدرجة انها تركت سيارتها على الطريق ذهبت إلى احدى الفنادق وكانت تسأل الناس من اكون إلى ان تعرف عليها أحد الأقارب
الخيال الخلاق :منهج أجاثا كريستي في الكتابة

لطالما ردَّدت هذه الكاتبة، أن أعظم متعة يحس بها المؤلف هي اختراع الحبكاتِ..!! ففي قصصها ورواياتها كما في مسرحياتها نجد ذلك (الكم) الهائل من (الألغاز) و(الحبكات الغامضة) سواء كان ذلك في البناء القصصي أو المعمار الدرامي أو في الحوار أو الشخصيات، بل حتَّى في اختيار مواقع الأحداث التي غالباً ما تكون مشوقة: مواقع أثرية، مدن شرقية، معابد، قصور ذات طابع، فنادق مميزة، قطارات أو طائرات، مضايق صحارى مقطوعة، أنهار لها تاريخ... الخ، وفي العادة تلجأ الكاتبة إلى تكنيك قصصي يستند إلى (الحيلة أو الخدعة) كأسلوب إثارة وتشويق مفعم بالغموض، محرك لخيالها الخصب...، يستدرج لغتها السيالة الانسيابية في تيار متصل من السرد النثري المجرد والمتصف أحياناً بالأطناب والإطالة، ولكي تبعد الملل عن القارئ تعمد إلى إقحام بعض الألغاز والرموز التي تحتمل التأويلات والتفسيرات المتضادة في آن معاً، وبذلك تشد القارئ إلى متابعة الحدث دون أن تبتعد به عن المحور الأساسي للبناء الدرامي الذي خططت له بإتقان، لكي لا يخرج عملها مسطحاً فجاً.!!‏
وفي حالات قليلة تعمد إلى إدخال واقعة من حياتها في رواية أو قصة بعد إجراء تمويه يضيع فرصة الكشف عن حقيقتها..، من ذلك ما أشار إليه (مالوان) في مذكراته فيما يخص رواية (التجويف) الممسرحة، يقول "وهناك إشارة ترتبط بحدث في حياتي أود أن أذكرها، يقول سير هنري في الرواية: ((هل تتذكرين يا عزيزتي أولئك الأشقياء الذين هاجمونا في ذلك اليوم في الجانب الآسيوي من البسفور.؟ كنت أصارع اثنين منهم كانا يحاولان قتلي، وما الذي فعلته لوسي.؟ أطلقت رصاصتين، لم أكن أعرف أنه لديها مسدس... كانت أصعب نجاة في حياتي..)) هذه حكاية حقيقية والفرق الوحيد أن أجاثا على خلاف الليدي انكاتيل في الرواية كانت قد سلَّحت نفسها ليس بمسدس بل بصخرة مدورة "لم تأخذ أجاثا كريستي كروائية بوليسية، أحداث رواياتها من سجلات الشرطة، أو المحاكم، كما فعل غيرها من كتَّاب الرواية البوليسية أمثال روايات (مع سبق الإصرار والترصّد) ترومان كابوت 1967 و(أغنية الجلاد) نورمان ميللر 1979 و(إني اتهم) غراهام غرين 1981 و(جرائم قتل في أطلنطا) جيمس بولدوين 1985 وكذلك قصص سومرست موم المختلفة.‏
ثمَّة منهج مميز للكاتبة، أنها تبتعد عن التأويل الرمزي للحدث ومنح القارئ متعة الوصول إلى التأويل الواقعي وفك طلاسم الغموض والغوص في بحر التشابك الساحر لعلاقات شخوص الرواية ببعضهم من جهة وبالحدث من جهة أخرى، وتضع الجميع: القارئ والحدث وأبطال الرواية تحت رهبة قدسية المكان الذي اختارته مسرحاً لأحداثها وغالباً ما يكون هذا الموقع كما ذكرنا أسطورياً ساحراً.!! وميزة أخرى: أنها تحرك أبطالها وشخوصها وفق صيغ دراماتيكية مزدحمة بالخلفيات والتفاصيل، وتتصاعد حرارة الأحداث لتصدم القارئ بنهايات مفجعة، بيد أن الكاتبة تقدم تراجيديا الفجيعة على أنها حدث عابر يتقبله القارئ المستمتع على أنه أمر لابدَّ منه..!! هكذا هي الحياة برأي أجاثا كريستي... تيار جارف متصل مفعم بالتفاصيل والمفردات لا تتوقف لانتظار أحد أو للحزن عليه، وكأنما بذلك تنبأت بنهاياتها، هكذا كان رحيلها يوم 12 كانون الثاني 1976، يقول (مالوان): عندما وصلت إلى الصفحات الأخيرة من هذه المذكرات توفيت عزيزتي أجاثا بسلام بينما كنت أدفع كرسيها ذي العجلات إلى حجرة الجلوس بعد تناول طعام الغذاء... لا يعرف سوى القليلين معنى العيش بانسجام بجانب ذهن واسع الخيال مبدع يلهم الحياة بالحيوية... لقد كانت أجاثا كريستي، روائية مدهشة حقاً، امتلكت لغتها وأسلوبها وطريقتها في بناء الرواية، واحتفظت بذاكرة قوية تخدم تعاقب الأحداث في رواياتها وقصصها وتتفنن في تحريك أبطالها وفق السياق الدرامي الذي اختارته لكل رواية... وقد استخدمت الألغاز والخرافات والحقائق التاريخية أو المعاصرة على حد سواء وبنفس الدرجة من الوضوح أو الغموض..!!.‏
موقعها في الأدب البوليسي

تربعت أجاثا كريستي على عرش الرواية البوليسية الإنكليزية طوال نصف قرن دون مزاحمة، ولعل دراسة الناقدة البريطانية (جوليان سيمونز) عن أدب الجريمة وتقنيات الرواية البوليسية التي صدرت بعدة طبعات منذ عام 1985، لعلّ تلك الدراسة تمنح أجاثا كريستي المكانة التي حققتها في ميدان أدب الجريمة على صعيد عالمي، وقارئ كريستي بالإنكليزية يلحظ دون أدنى شك أنها استخدمت لغة وسطى سلسة وسياله، أنها لم تكتب بلغة (شكسبيرية) عالية رغم أنها ارتقت بأعمالها عن مستوى الإنكليزية المتداولة أعني لغة المحادثة اليومية ولعل هذا يفسر رواج قصصها ورواياتها لدى الأوساط الشعبية في بريطانيا وأوروبا وما وراء البحار، كما يفسر سهولة ترجمتها إلى مختلف لغات العالم.‏
أعمالها

أول رواياتها هي رواية ثلوج على الصحراء التي لم يقبلها أي من الناشرين. ألفت بعدها رواية أخرى وهي القضية الغامضة في ستايلز الذي ظهر فيها هركول(هرقل) بوارو (المحقق) للمرة الأولى وقد أدخلتها هذه القصة عالم الكتابة عندما قبلها أحد الناشرين بعد أن رفض ستة من الناشرين طباعة وتوزيع روايتها. وقد ألفت أجاثا كريستي العديد من الروايات البوليسية منها:
سنة النشر   اسم الرواية المحققون
1920       القضية الغامضة في ستايلز     هرقل بوارو - آرثر هستنغز - كبير المفتشين جاب
1922       العدو الغامض      تومي وتوبينس - كبير المفتشين جاب
1923       القتل على صلات   هرقل بوارو - آرثر هستنغز
1924       الرجل ذو البدلة البنية    آن بيدينغفيلد - العقيد ريس
1925       أسرار المداخن      أنتوني كيد - المشرف باتل
1926       مقتل روجر أكرويد هرقل بوارو
1927       الأربعة الكبار       هرقل بوارو - آرثر هستنغز - كبير المفتشين جاب
1928       لغز القطار الأزرق هرقل بوارو
1929       لغز الأقراص السبعة      إيلين "باندل" برينت - المشرف باتل
1929       شركاء في الجريمة        تومي وتوبينس
1930       جريمة في بيت الكاهن    الآنسة ماربل
1931       لغز سيتافورد       إيميلي تريفاسيس - المفتش ناراكوت
1932       الخطر عند آخر بيت       هرقل بوارو - آرثر هستنغز - كبير المفتشين جاب
1933       موت اللورد إدغوار        هرقل بوارو - آرثر هستنغز - كبير المفتشين جاب
1934       جريمة قتل في قطار الشرق السريع    هرقل بوارو
1934       لماذا لم يسألوا إيفانز؟    بوبي جونز - فرانكي ديروينت
1935       مأساة من ثلاثة فصول    هرقل بوارو - السيد ساتيرثويت
1935       الموت بين السحاب       هرقل بوارو - كبير المفتشين جاب
1936       جرائم الأبجدية     هرقل بوارو - آرثر هستنغز - كبير المفتشين جاب
1936       جريمة في بلاد الرافدين  هرقل بوارو
1936       الورق على الطاولة       هرقل بوارو - العقيد ريس - المشرف باتل - أريادني أوليفر
1937       الشاهد الأخرس    هرقل بوارو - أرثر هستنغز
1937       الموت على النيل   هرقل بوارو - العقيد ريس
1938       موعد مع الموت    هرقل بوارو
1938       كريسماس هرقل بوارو   هرقل بوارو
1939       الجريمة سهلة      لوقا فيتزويليام - المشرف باتل
1939       ثم لم يبق أحد       السيد تومان ليجي - المفتش ماين
1940       أشجار الشربين الحزينة  هرقل بوارو
1940       إبزيم الحذاء هرقل بوارو - كبير المفتشين جاب
1941       شر تحت الشمس  هرقل بوارو
1941       إن أو إم؟     تومي وتوبينس
1942       الجثة في المكتبة   الآنسة ماربل
1942       خمسة خنازير صغيرة    هرقل بوارو
1942       الإصبع المتحرك   الآنسة ماربل
1944       نحو الصفر  المشرف باتل - المفتش جيمس ليتش
1944       في النهاية يأتي الموت   هوري
1945       بريق السيانيد      العقيد ريس
1946       الأجوف      هرقل بوارو
1948       ركوب التيار هرقل بوارو
1949       البيت الأعوج       تشارلز هيوارد
1950       أعلنت الجريمة     الآنسة ماربل
1951       لقاء في بغداد       فيكتوريا جونز
1952       موت السيدة ماغنتي      هرقل بوارو - أريادني أوليفر
1952       خداع المرايا الآنسة ماربل
1953       بعد الجنازة  هرقل بوارو
1953       جيب مليء بالحبوب      الآنسة ماربل
1954       المصير المجهول  السيد جيسوب - هيلاري كرافن
1955       هيكري ديكري دوك        هرقل بوارو
1956       مبنى الرجل الميت هرقل بوارو - أريادني أوليفر
1957       قطار 4.50 من بادنغتون        الآنسة ماربل
1958       محنة البريء       الدكتور آرثر كالجاري - المشرف هيويش
1959       قطة بين الحمائم   هرقل بوارو
1961       الحصان الأشهب   المفتش ليجوين - أريادني أوليفر
1962       المرآة المتصدعة   الآنسة ماربل
1963       الساعات     هرقل بوارو
1964       لغز البحر الكاريبي الآنسة ماربل
1965       في فندق بيرترام   الآنسة ماربل
1966       الفتاة الثالثة هرقل بوارو - أريادني أوليفر
1967       ليل لا ينتهي آندريو ليبينكوت
1968       وخز الأصابع       تومي وتوبينس
1969       حفل الهالوين       هرقل بوارو - أريادني أوليفر
1970       مسافر إلى فرانكفورت    ستافورد ناي
1971       المحتوم      الآنسة ماربل
1972       الأفيال تستطيع أن تتذكر هرقل بوارو - أريادني أوليفر
1973       نوازل القدر  تومي وتوبينس
1975       الستارة       هرقل بوارو - آرثر هستنغز
1976       الجريمة النائمة    الآنسة ماربل
انظر أيضا

أدب بوليسي

السيرة الذاتية لأغاثا كريستى (جانيت مورغان) 1985
(سيرتي الذاتية) بقلمها، نُشرت عام 1977 بعد وفاتها
مجله الاداب الاجنييه العدد 121 شتاء 2005
قراءة إضافية

مقالات
Knepper, Marty S. (Summer 2005), "The Curtain Falls : Agatha Christie's Last Novels", CLUES : A Journal of Detection 23 (4): 69 – 84
Mann، Jessica، “Taking liberties with Agatha Christie (review of Laura Thompson's Agatha Christie: An English Mystery)”، 'The Daily Telegraph'، 2007-09-20.

Kerridge، Jake، “The crimes of Agatha Christie (print edition of 6 October 2007: She made murder a parlour game) (review of Laura Thompson's Agatha Christie: An English Mystery)”، 'The Daily Telegraph (Review)'، 2007-10-11، صفحة 24.

Agatha Christie's holiday home |url=http://www.telegraph.co.uk/culture/books/4785905/Agatha-Christies-holiday-home-opens-to-the-public.html%7C
كتب
Barnard,Robert (1980). A Talent to Deceive – An Appreciation of Agatha Christie. London: Collins. ISBN 0002161907. Reprinted as New York: Mysterious Press, 1987.
Thompson,Laura (2007). Agatha Christie : An English Mystery. London: Headline Review. ISBN 0755314875.


مؤلفات أجاثا كريستي في مشروع غوتنبرغ
Dutch Agatha Christie collection
AgathaChristie.net Unofficial Christie website
Agatha Christie profile and articles at "The Guardian"
Agatha Christie profile on PBS.ORG
"Biography of an Author"
Agatha Christie Festival in Torquay
Agatha Christie’s style and methods, the plot devices that she uses to trick the reader
newly discovered audio tapes of Agatha Christie talking about the origins of Miss Marple online here
 ع · ن · تأغاثا كريستي
المحققون   
هرقل بوارو  ·  الآنسة ماربل  ·  تومي وتوبينس  ·  أريادني أوليفر  ·  آرثر هستنغز  ·  كبير المفتشين جاب  ·  ديرموت كرادوك  ·  باركر بين
الروايات    
القضية الغامضة في ستايلز  ·  المناوئ السري  ·  القتل على الصلات  ·  ذو البدلة البنية  ·  أسرار المداخن  ·  مقتل روجر أكرويد  ·  الأربعة الكبار  ·  لغز القطار الأزرق  ·  لغز الأقراص السبعة ·  شركاء في الجريمة  ·   ·  جريمة في بيت الكاهن  ·  لغز سيتافورد  ·  الخطر عند آخر بيت  ·  موت اللورد إدغوار  ·  جريمة في قطار الشرق السريع  ·  مأساة من ثلاثة فصول  ·  لماذا لم يسألوا إيفانز؟  ·  الموت بين السحاب  ·  جرائم الأبجدية  ·  جريمة في بلاد الرافدين  ·  الورق على الطاولة  ·  الموت على النيل  ·  الشاهد الأخرس  ·  موعد مع الموت  ·  ثم لم يبق منهم أحد  ·  الجريمة سهلة  ·  كريسماس هرقل بوارو  ·  أشجار الشربين الحزينة  ·  الشر تحت الشمس  ·  إن أو إم؟  ·  إبزيم الحذاء  ·  جثة في المكتبة  ·  خمسة خنازير صغيرة  ·  الإصبع المتحرك  ·  نحو الصفر  ·  جثة في المكتبة  ·  بريق السيانيد  ·  في النهاية يأتي الموت  ·  المغارة  ·  ركوب التيار  ·  البيت الأعوج  ·  أعلنت الجريمة  ·  وصلوا إلى بغداد  ·  السيدة مكغينتي ميتة  ·  خداع المرايا  ·  جيب مملوء بحبوب الذرة  ·  بعد الجنازة  ·  رصيف الشحن  ·  الوجهة غير معلومة  ·  مبنى الرجل الميت  ·  قطار 4.50 من بادنغتون  ·  محنة البراءة  ·  قطة بين الحمام  ·  الحصان الأشهب  ·  المرآة المتصدعة  ·  الساعات  ·  لغز كاريبي  ·  في فندق بيرترام  ·  الفتاة الثالثة  ·  ليلة غير منتهية  ·  وخز الأصابع  ·  حفلة الهالوين  ·  مسافر إلى فرانكفورت  ·  المحتوم  ·  الأفيال تستطيع أن تتذكر  ·  نوازل القدر  ·  الستارة  ·  الجريمة النائمة
باسم ماري ويستماكوت 
خبز العملاق  ·  صورة غير مكتملة  ·  غائب في الربيع  ·  الزهرت وشجرة التوت  ·  الابنة هي الابنة  ·  العبء
مجموعات القصص القصيرة   
تحقيقات بوارو  ·  شركاء في جريمة  ·  السيد كوين الغامض  ·  كلب الموت  ·  ثلاثة عشر قضية  ·  تحقيق باركر بين  ·  لغز ليستراد  ·  جريمة في الزقاق  ·  لغز ريغاتا  ·  أعمال هرقل  ·  قضايا بوارو الأولى
مسرحيات  
أخناتون  ·  مصيدة الفئران  ·  شاهد إدانة  ·  حكم  ·  قواعد الثلاثة  ·  ثلاثة محتالين

9-  ونستون تشرشل


السير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل (30 نوفمبر 1874 - 24 يناير 1965 في لندن).ولد في قصر بلنهايم في محافظة أوكسفوردشاير في إنجلترا. كَانَ رجلَ دولة إنجليزيَ وجندي ومُؤلفَ وخطيب مفوه. يعتبر أحد أهم الزعماءِ في التاريخِ البريطانيِ والعالميِ الحديثِ.
حياته السياسية

شغل ونستون تشرشل منصب رئيس وزراء بريطانيا عام 1940واستمر فية خلال الحرب العالمية الثانية وذلك بعد استقالة تشامبرلين. استطاع رفع معنويات شعبه أثناء الحرب حيث كانت خطاباته إلهاماً عظيماً إلى قوات الحلفاء. كان أول من أشار بعلامة النصر بواسطة الاصبعين السبابة والوسطي. بعد الحرب خسر الانتخابات سنة 1945 وأصبحَ زعيمَ المعارضةِ ثم عاد إلي منصب رئيس الوزراء ثانيةً في 1951 وأخيراً تَقَاعد في 1955.
حصل علي جائزة نوبل في الأدب لسنة 1953 للعديد مِنْ مؤلفاته في التأريخ الإنجليزي والعالمي وفي استطلاع لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) سنة 2002 اختير كواحدٍ من أعظم مائة شخصية بريطانية. شارك في احتلال السودان ضمن الجيش الانجليزي المصري في فرقة الانسرز21(الرماحة) والف كتابة حرب النهر عن هذه الحرب.اننخب ممثلا لحزب المحافظين عن دائرة اولدهام ولكن سرعان ما انضم لحزب الاحرار وأصبح رئيسا لإدارة التجارة.كان وزيراللداخلية ثم اللورد الأول لسلاح البحرية اسنقال بعد احداث الدردنيل.استمر في نشاطة البرلماني وأصبح وزيرا لشئون الذخيرة، أصبح سكرتيرا للحربية والطيران، ثم سكرنيرا للمستعمرات.ثم عاد وانضم لحزب المحافظين وأصبح وزيرا للخزانة.عند قيام الحرب العالمية الثانية رجع للبحرية كلورد أول.
وفاته

توفي في 24 يناير عام 1965 عن عمر 91 عاما. ودفن في مقبرة العائلة، قرب مكان ولادته في مدينة وودستوك.
أبناؤه:
فرانكا تشرتشل (1911_1999).
جورج تشرتشل (1914_1977).
أنطون تشرتشل (1918_2004).
روزالين تشرتشل (1922_1999).

10-                   جوزيف كونراد



هو أديب إنجليزي بولندي الأصل ولد في ما يعرف بأوكرانيا البولندية عام 1857 لوالد أديب مغمور انتقل مع والده إلى بولندا حيث توفى والده ومنها انتقل إلى فرنسا عام 1874 حيث عمل بالملاحة ثم انتقل إلى إنجلترا واستمر في عمله بالبحر. توفي عام 1924 بنوبة قلبية وترك 13 رواية و 28 قصة قصيرة.
أغلب رواياته لها علاقة بالبحر ويرويها بحار عجوز اسمه مارلو من رواياته "قلب الظلام" "العميل السري" و"النصر" و"تحت عين غريبة " و"لورد جيم".

11-                   جورج اليوت


ماري آن إيفانس - Mary Ann (Marian) Evans هي روائية أنجليزية ولدت في (22 نوفمبر1819) وتوفيت في (22 ديسمبر 1880) وهي أكثر شهرة ً باسمها القلمي جورج إليوت رواياتها التي تحصل معظم أحداثها في إنجلترا معروفة بواقعيتها والبعد النفسي فيها.
وقد اختارت اسماً قلمياً ذكورياً لأنه بحسب رأيها أرادت ان تكون واثقة من أن تأخذ أعمالها محمل الجد وكي لا يعتربها أحد كاتبة رومنسية لمجرد أنها امرأة، رغم أن العديد من النساء كُن مؤلفات في ذلك الوقت في أوروبا ويُعتقد أيضاً انها غيرت اسمها لتبتعد عن عالم الشهرة كي لا يتطرق أحد إلى علاقتها مع الفيلسوف (جورج هنري لويس) الذي كان متزوجاً في ذلك الوقت.
حياتها

ماري آن إيفانس هي الابنة الثالثة لروبرت إيفانس وكرستينا إيفانس ولها أخ وأخت من زواج سابق لأبيها. أبدت في طفولتها ذكاءاً واضحاً ونظراً لأهمية موقع والدها في المدينة سُمح لها بالدخول إلى مكتبة المدينة مما طور قدرتها إلى حد بعيد وكان من الواضح فيما بعد مدى تأثرها بالكتابات اليونانية كما كان تأثرها بالديانة كبير جداً حيث تلقت بعض تعليمها من المدرسة المعمدانية.
في عام 1836 توفيت أمها فأخذت ماري آن على عاتقها مهمة رعاية البيت لكنها أكملت تعليمها من خلال معلم خاص في البيت وعندما كانت في الواحدة والعشرين من عمرها تزوج أخيها وأخذ البيت له فانتقلت هي ووالدها للعيش في مكان آخر حيث تعرفت على تشارلز براي وتعرفت في منزله على العديد من الشخصيات اللبرالية وتأثرت بهم لكن هذا لم يبعدها عن تعلقها بالدين حيث أن أول عمل أدبي لها كان ترجمة لكتاب دايفد شتراوس (حياة السيد المسيح) 1846.
قبل وفاة والدها سافرت إلى سويسرا وبعد عودتها انتقلت لتعيش في لندن وكانت مصممة في ذلك الوقت على ان تكون كاتبة وهناك عاشت في منزل الناشر جون تشابمان الذي كان يملك صحيفة عملت هي فيها كمحررة في العام 1858 لمدة ثلاث سنوات لكن كل كتاباتها كان تنشر باسم تشابمان.
في العام 1851 قابلت الفيلسوف (جورج هنري لويس) الذي كان متزوجاً في ذلك الوقت وفي العام 1854 قررا أن يعيشا معاً بالرغم من ذلك وسافرا معاً إلى برلين وبعد عودتهما عاشا في لندن لكن بعيداً عن مجتمع الكتاب وفي ذلك الوقت قررت هي أن تتخذ الاسم جورج إليوت ونشرت أول رواية كاملة لها بهذا الاسم في العام 1859 بعنوان Adam Bede وحققت تلك الرواية نجاحاً مباشر وفوري لكن تلك الرواية اطلقت العديد من التكهنات حول هذا الكاتب الجديد لكن في النهاية وبعد فترة اعترفت ماري آن بأنها هي جورج إليوت فكان لذلك الخبر تأثير قوي على قرائها الذين صدموا بمعرفة تفاصيل حياتها الشخصية.
ستمرت ماري آن بعد ذلك بالكتابة لمدة 15 عاماً وقد نشرت آخر رواية لها في العام 1873 بعنوان Daniel Deronda وبعد نشر تلك الرواية بعامين توفي (جورج هنري لويس). لكن ماري آن لم تتوقف عن توجيه الصدمات لقرائها حيث تعرفت بعد ذلك على رجل أمريكي أصغر منها بعشرين عاماً اسمه جون والتر كروس وتزوجته في عام 1880 فكانت تلك صدمة للجميع وتوفيت بعد ذلك بأشهر حين كان عمرها 61 عاماً.
أعمالها الأدبية

الروايات
Adam Bede
The Mill on the Floss
Silas Marner
Romola
Felix Holt, the Radical
Middlemarch
Daniel Deronda
التراجم
حياة السيد المسيح - The Life of Jesus
جوهر المسيحية - The Essence of Christianity
مؤلفات شعرية
The Spanish Gypsy
Agatha
Armgart
Stradivarius
The Legend of Jubal
Arion
A Minor Prophet
A College Breakfast Party
The Death of Moses
From a London Drawing Room
Count That Day Lost


صمويل جونسون 18 سبتمبر 1709 - 13 ديسمبر 1784. كان كاتب وناقد وشاعر بريطاني.
محتويات  [أخف]
1 النشأة المشوهة
2 القاموس 1746-1755
3 الحلقة المسحورة
4 الدب الأكبر
5 الفكر المحافظ
6 الخريف
7 الإفراج
8 بوزويل في أيامه الأخيرة
9 أعماله الرئيسية
10 أنظر أيضا
[عدل]النشأة المشوهة

لقد كان نسيج وحده، ومع ذلك كان نموذجياً، فهو يختلف عن أي إنجليزي في زمانه، ومع ذلك فهو خلاصة لجون بول جسداً وروحاً، يبزه معاصروه في جميع الميادين الأدبية (خلا تصنيف المعاجم) ومع ذلك فهو يسود عليهم جيلاً بأسره، ويملك عليهم دون أن يرفع شيئاً إلا صوته.
ولنلم الآن إلمامة سريعة بالضربات التي طرقته لتشكل طابعه الفريد. فلقد كان أول طفل ولد لمايكل جونسن، الكتبي، والطباع، وتاجر الأدوات الكتابية في لتشفيلد، على 118 ميلاً من لندن. أما أمه فترقى أرومتها إلى قوم بهم إثارة من نبالة. كانت تبلغ السابعة والثلاثين حين تزوجت في 1706 مايكل البالغ من العمر خمسين عاماً.
وكان صموئيل غلاماً، بلغ من ضعفه حين ولد أنه عمد للتو مخافة أن يكون مأواه الأبدي-إن مات بغير عماد-في الأعراف، مدخل الجحيم الكئيب. وسرعان ما بدت عليه إمارات "داء الملك" (الخنازيري). فلما أن بلغ ثلاثين شهراً أخذته أمه رغم أنها حامل في ولدها الثاني في الرحلة الطويلة إلى لندن لكي "تلمسه الملكة ليبرأ من الخنازيري" وصنعت الملكة قصارها ولكن المرض كلف جونسن الاكتفاء بعين واحدة وأذن واحدة، وشارك غيره من البلايا في تشويه وجهه(1).
على أنه اشتد رغم ذلك عضلاً وهيكلاً، ودعمت قوته كما دعمت ضخامته تلك النزعة الاستبدادية التي أحالت جمهورية الأدب إلى ملكية كما شكا جولدسمث. وقد ذهب صموئيل إلى أنه ورث عن أبيه "ذلك المزاج السوداوي الكريه الذي جعلني مجنوناً طوال حياتي، أو على الأقل غير متزن"(2). ولعل لوهمه المرضي أساساً دينياً لا بدنياً فقط، كما كان الشأن مع كوبر، فلقد كانت أم جونسن كلفنية راسخة تؤمن بأن الهلاك الأبدي قاب قوسين منها. وقد قاسى صموئيل من رهبة الجحيم إلى يوم مماته.
وعن أبيه أخذ مبادئ المحافظين، والميول الاستيوارتية، والشغف بالكتب. فكان يقرأ بعضهم في مكتبة أبيه، وقد قال لبوزويل فيما بعد، "كنت في الثامنة عشرة أعرف تقريباً قدر ما أعرفه الآن"(3). وبعد أن نال حظاً من التعليم الأولي انتقل إلى مدرسة لتشفيلد الثانوية، وكان في ناظرها "من الضراوة ما جعل الآباء الذين تعلموا على يديه يأبون إرسال أبنائهم إلى مدرسته"(4).
على أنه حين سئل في كبره كيف أتيح له أن يتمكن من اللاتينية على هذا النحو أجاب "كان معلمي يحسن ضربي بالسوط. لولا ذلك يا سيدي لما أفلحت في شيء"(5). وقد أعرب في شيخوخته عن أسفه لإهمال العصا. " في مدارسنا الكبرى اليوم يجلدون التلاميذ أقل مما كانوا يجلدونهم في الماضي، ولكن ما يتعلمونه فيها أقل، فهم يخسرون في طرف ما حصلوه في الطرف الآخر"(6).
وفي 1728 أتيح لأبويه من الموارد ما يسر لهما إرساله إلى أكسفورد، وهناك راح يلتهم الكلاسيكيات اليونانية واللاتينية ويزعج معلميه بعصيانه وتمرده. وفي ديسمبر 1729 عجل بالعودة إلى لتشفيلد، وربما لنفاد مال أبويه، أو لأن وهمه المرضي قد قارب الجنون قرباً أحوجه إلى العلاج الطبي. وعولج في برمنجهام، ثم ساعد أباه في متجره بدلاً من العودة إلى أكسفورد. فلما أن مات الأب (ديسمبر 1731) اشتغل صموئيل مدرساً مساعداً في مدرسة بماركيت بوزوبرث. وسرعان ما مل هذا العمل بعد قليل، فانتقل إلى برمنكجهام، وسكن مع كتبي، وكسب خمسة جنيهات بترجمة كتاب عن الحبشة، وكان هذا مرجعاً بعيداً لقصته "راسيلاس". وفي 1734 ففل إلى ليتشفيلد حيث كانت أمه وأخوه يواصلان العمل في المتجر. وفي 9 يوليو 1735، قبل أن يتم السادسة والعشرين بشهرين، تزوج إليزابث بورتر، وكانت أرملة في الثامنة والأربعين لها ثلاثة أطفال وتملك 700 جنيه. وبمالها هذا افتتح مدرسة داخلية في إديال القريبة منه. وكان من تلاميذه ديفي جاريك، أحد صبية لتشفيلد، ولكن لم يكن هناك ما يكفي لاستمالته إلى مهنة التعليم، وكان التأليف يختمر في باطنه. فكتب مسرحية سناها "أيريني"، وبعث بكلمة لأدورد كيف محرر "مجلة الجنتلمان" يشرح كيف يمكن تحسين تلك المجلة. وفي 2 مارس 1737 انطلق إلى لندن مع ديفد جاريك وجواد واحد، ليبيع مأساته ويشق لنفسه طريقاً في العالم القاسي.
على ان مظهره يعاكسه. كان نحيلاً طويلاً، ولكن كان له هيكل ناتئ العظام جعله كتلة من الزوايا. وكان وجهه مبقعاً بندوب الداء الخنازيري تهيجه مراراً انقباضة تشنجية، وكان جسمه عرضة لانتفاضات مزعجة، وحديثه تؤكده حركات وإيماءات غريبة. وقد نصحه كتبي طلب عنده عملاً بأن "يحصل على إنشوطة حمال ويحمل الحقائب"(7). والظاهر أنه تلقى بعض التشجيع من كيف، لأنه في يوليو عاد إلى لتشفيلد وأتى بزوجته إلى لندن.
ولم يكن خلواً من المكر. فحين هوجم كيف في الصحف نظم جونسن قصيدة في الدفاع عنه وأرسلها إليه، فنشرها كيف، وكلفه بمهام أدبية، وانضم إلى ددسلي في نشر قصيدة جونسن "لندن" (مايو 1738) التي نقداه عشرة جنيهات ثمناً لها. وقد قلدت القصيدة في غير مواريه "الهجائية الثالثة" لجوفنال، ومن ثم أكدت الجوانب المؤسفة لمدينة لندن التي سرعان ما تعلم الكاتب أن يحبها، كذلك كانت هجوماً على حكومة روبرت ولبول، الذي وصفه جونسن فيما بعد بأنه "خير وزير عرفته البلاد"(8). وكانت القصيدة من بعض نواحيها هجوماً غاضباً لشاب ظل غير واثق من قوت غده بعد أن قضى عاماً في لندن. ومن هنا بيته المشهور "أن الكفاية تصعد ببطئ لأن الفقر يوهنها"(9).
في أيام الكفاح تلك جرب جونسن قلمه في كل لون من ألوان الأدب. كتب "سير العظماء" (1740)، ودبج مقالات شتى لمجلة الجنتلمان، منها تقارير وهمية عن المناقشات البرلمانية. وكان نشر المناقشات البرلمانية محظوراً حتى ذلك التاريخ، فوقع كيف على حيلة ادعى بها أن مجلته إنما تسجل المناقشات في "مجلس شيوخ مجنا للبيوتيا". وفي 1741 اضطلع جونسن بهذه المهمة. ومن المعلومات العامة التي اجتمعت له عن سير النقاش في البرلمان ألف خطباً نسبها إلى شخصيات كانت أسماؤهم تصحيفاً لأسماء كبار المجادلين في مجلس العموم(10). وكان في هذه التقارير من مظهر الصدق ما أوقع في روع الكثير من القراء أنها تقارير حرفية، واضطر جونسن إلى أن ينبه سموليت (الذي كان يكتب تاريخاً لإنجلترا) إلى عدم الاعتماد عليها كتقارير حقيقية. وذات مرة علق جونسن على إطراء سمعه لخطبة نسبها إلى شاتان بقوله "هذه الخطبة كتبتها في علية بأكستر ستريت"(11). فلما أثنى بعضهم على حياد تقاريره اعترف قائلاً "لقد أحسنت إنقاذ المظاهر إلى حد معقول، ولكن حرصت على ألا يكون كلاب الهويجز هم الفائزون"(12).
ترى كم كان اجره على عمله هذا؟ لقد وصف كيف مرة بأنه "صراف بخيل"، ولكنه صرح غير مرة بحبه لذكراه. وقد دفع له كيف تسعة وأربعين جنيهاً بين 2 أغسطس 1738 و12 أبريل 1739، وفي 1744 قدر جونسن أن مبلغ خمسين جنيهاً في العام "يفيض ولا ريب عن حاجات الحياة"(13). غير أن الناس جروا على القول بأن جونسن كان يعيش في تلك السنين في فقر مدقع في لندن. وقد اعتقد بوزويل أن "جونسن وسفدج بلغ بهما الأملاق أحياناً مبلغاً أعجزتهما عن دفع إيجار مسكن، فكانا يجوبان الشوارع ليالي بأكملها"(14)، وزعم ماكولي أن شهور الضنك تلك عودت جونسن قذارة الهندام و"شدة الشره" للطعام(15).
وقد ادعى رتشرد ساڤدج أنه ابن لأحد الأيرلات، دون أن تقنع دعواه الناس ولكنه كان قد بات متبطلاً لا يصلح لشيء حين لقيه جونسن في 1737. وقد جابا الشوارع لأنهما أحبا الحانات أكثر مما أحبا مسكنيهما ويذكر بوزويل "بكل ما يمكن من احترام ولياقة.".
أن سلوك جونسن بعد مجيئه إلى لندن، ومعاشرته لسافدج وغيره، لم يكن فيهما شديد الالتزام بالفضيلة، في إحدى النواحي، كما كان هو أصغر سناً. وقد عرف عنه أن ميوله الغرامية كانت قوية عاتية إلى حد غير عادي. واعترف لكثير من أصدقائه أنه اعتاد أن يأخذ نساء المدينة إلى الحانات، ويستمع إليهن وهن يروين سيرتهن. وباختصار يجب ألا نخفي أن جونسن، كغيره من الرجال الطيبين الأتقياء الكثيرين (أكان بوزويل ذاكراً بنفسه وهو يقول هذا؟)... لم يكن خلواً من النوازع التي كانت على الدوام "تشن حرباً على ناموس عقله"-وأنه في معاركه معها كان يهزم أحياناً"(16).
وقد رحل سافدج عن لندن في يوليو 1739 ومات في سجن للمدنيين عام 1743. وبعد ذلك بعام أصدر جونسن "سيرة رتشارد سافدج"، وهو كتاب وصفه فيلدنج بأنه "قطعة من الأدب لا تقل أنصافاً وإجادة عن أي قطعة قرأتها من نوعها"(17). وكانت هذه السيرة إرهاصاً بكتاب جونسن "سير الشعراء" (وقد ضمنت فيه). ونشرت السيرة غفلاً من اسم الكاتب، ولكن سرعان ما اكتشف أدباء لندن أن جونسن كاتبها. وبدأ الكتابيون يرون فيه الرجل المؤهل لتصنيف قاموس للغة الإنجليزية.
[عدل]القاموس 1746-1755

 طالع أيضًا :قاموس للغة الإنگليزية و The Rambler و تفاهة الأماني البشرية و ايريني (مسرحية)



قاموس جونسون الجزء 1 (1755) صفحة الغلاف
كتب هيوم قبل ذلك في 1741 يقول "إنا لا نملك قاموساً للغتنا، ولا نكاد نملك أجرومية متوسطة الجودة"(18). وكان في هذا مخطئاً، لأن نثانائيل بيلي كان قد أصدر في 1721 "قاموساً إنجليزياً ايتمولوجياً جامعاً"، وكان لهذا القاموس أسلاف قريبة الشبه بالمعاجم. ويبدو أن اقتراح تصنيف قاموس جديد جاء من روبرت ددسلي في حضور جونسن، الذي قال أعتقد أنني لن أضطلع به"(19). ولكن حين انضم كتابيون آخرون إلى ددسلي وعرضوا 1.575 جنيهاً على جونسن أن التزم المهمة، وقع العقد في 18 يونيو 1746. وبعد إطالة الفكر وضع في أربع وثلاثين صحيفة "خطة لقاموس للغة الإنجليزية" وطبعها. ثم أرسلها إلى عدة أشخاص منهم اللورد تشسترفيلد، الذي كان يومها وزيراً للدولة، ومعها ثناء مشرب بالأمل على نبوغ هذا الأيرل في الإنجليزية وغيرها من ضروب المعرفة. ودعاه تشسترفيلد للحضور، فذهب جونسن، ونفحه الأيرل بعشرة جنيهات وكلمة تشجيع. ثم قصده جونسن ثانية بعد حين، فأبقاه منظراً ساعة، غادر بعدها المكان غاضباً، وطلق فكرة إهداء قاموسه إلى تشسترفيلد.
وشر ع في مهمته على هون، ثم ازداد همة ونشاطاً، لأنه كان ينقد أجره منجماً. وحين وصل إلى كلمة Lexicographer (المعجمي) عرفها بهذه العبارة "كاتب للقواميس، كادح لا يؤذي أحداً" وكان الرجاء يحدوه بإنجاز العمل في ثلاث سنوات، فاستغرق منها تسعاً. وفي 1749 انتقل إلى جف سكوير، المقابل لفليت ستريت، واستأجر خمسة سكرتيرين أو ستة دفع من جيبه أجرهم، وأقامهم بالعمل في غرفة بالطابق الثالث. وقرأ أعلام كتاب القرن الواقع بين عامي 1558 و1660-ابتداء من ارتقاء إليزابث الأولى العرش إلى ارتقاء تشارلز الثاني، فقد كان يعتقد أن اللغة الإنجليزية بلغت في تلك الحقبة أبعد شأو لها، وقصد أن يتخذ لغة الحديث الإليزابيثي-الاستيوارتي معياراً يرسي عليه قواعد الاستعمال الجيد للغة. وكان يضع خطاً تحت كل جملة يريد اقتباسها لإيضاح استعمال كلمة ما، ودون في لهامش الحرف الأول من الكلمة المراد تعريفها. وأصدر تعليماته لمعاونيه بأن ينسخوا كل جملة مخططة على جزازة منفصلة، ويدخلوا هذه في مكانها الأبجدي من قاموس بيلي، الذي استعان به منطلقاً ومرشداً.
وخلال هذه السنين التسع اقتنص اجازات كثيرة من تعاريف قاموسه. وكان أحياناً يستسهل نظم قصيدة عن تعريف لفظ. ففي 9 يناير 1749 نشر قصيدة من اثنتي عشرة صفحة عنوانها "بطلان الرغبات البشرية"، وكانت كسابقتها "لندن" التي نظمها قبل عشر سنين تقليداً لجوفينال من حيث الشكل، ولكنها عبرت بقوة هي قوته هو دون غيره. وقد ظل ساخطاً على فقره وعلى إهمال تشسترفيلد له:


قاموس جونسون الجزء 2 (1755) صفحة الغلاف


حفل أدبي في منزل السير جوشوا رينولدز، 1781, يظهر في الصورة صمويل جونسون وأعضاء "النادي" – استخدم الفأرة للتعرف عليهم.
فانظروا أي شرور تعدو على حياة الأديب
الكدح، والحسد، والفقر، والراعي المتفضل، والسجن.
ثم ما أشد بطلان انتصارات المحارب!
تأمل تشارلز الثاني ملك السويد:
ترك الاسم، الذي كان يصفر لذكره وجه الدنيا،
ليدل الناس على عبرة أو ليجمل قصة(20).
إذن فما أغبى الأمل في طول العمر بينما نرى بطلان الشيخوخة وخديعتها وآلامها: كالعقل يشرد في حكايات مكررة، والحظ يهتز مع أحداث كل يوم، والأبناء يتآمرون على الميراث ويتحسرون على تباطؤ الموت، بينما "تغير أوصاب لا حصر لها على المفاصل، وتضرب نطاقاً على الحياة، وتضيق الخناق على هذا الحصار الرهيب"(21). وما من سبيل للفرار من الآمال الباطلة والفناء المحقق إلا سبيل واحدة: هي الصلاة، والإيمان بإله عنده الخلاص والثواب.
ومع ذلك كان لهذا المتشائم لحظات استمتع فيها بالسعادة. ففي 6 فبراير 1749 أخرج جاريك مسرحيته "ايريني". وكان حدثاً خطيراً في نظر جونسن، فاغتسل، وشد على كرشه بصدرية قرمزية موشاة بمخرمات ذهبية، وازدهى بقبعة لها ذات الحلية، وراح يرقب صديقه وهو يلعب دور محمد الثاني أمام السيدة كيبر التي لعبت دور أيريني، واستمر عرض المأساة تسع ليال، وأتت لجونسن بحصيلة قدرها مائتا جنيه، ولم تبعث بعدها قط، ولكن ددسلي نقده مائة أخرى لقاء حق التأليف. وحقق الآن (1749) من الشهرة والثراء ما أتاح له تأسيس ناد، وليس هو "النادي" (Club) "الذي جاء بعد خمسة عشر عاماً، بل " نادي آيفي لين"، وهو اسم منقول عن الشارع الذي اعتاد فيه جونسن أن يلتقي في حانة كنجز هد بهوكنز وسبعة أصحاب آخرين كل مساء ثلاثاء يأكلون البفتيك ويتبادلون الآراء المتحيزة. ويقول جونسن "إلى هناك كنت أختلف دائماً"(22).
وكان في كل ثلاثاء وجمعة، من 21 مارس 1750 إلى 14 مارس 1752، يكتب مقالاً صغيراً ينشره كيف تحت عنوان "الجوال" (رامبلر)، ويتقاضى على ذلك أربعة جنيهات في الأسبوع. وكان المبيع من المقالات يقل عن الخمسمائة نسخة، وخسر كيف في هذه المغامرة، ولكنها حين جمعت في كتاب طبع منه اثنا عشرة طبعة قبل وفاة جونسن. فهل نعترف بأننا لم نجد طرافة إلا في عددين هما 170 و171(23)، وفيهما جعل جونسن مومساً تدل الناس على عبرة وتجمل قصة؟ وقد شكا النقاد من إسراف الأسلوب والألفاظ في الطول على الطريقة اللاتينية، ولكن بوزويل، فيما بين أوزاره، وجد عزاء وراحة في حض جونسن قراءه على التقوى(24).
وكان جونسن يعاني توتراً غير عادي في تلك السنوات، لأن ذهنه أرهقته التعاريف، ومعنويته هبط بها تدهور حال زوجته. ذلك أن "تتي" راحت تهدئ آلام الشيخوخة والوحدة بالخمر والأفيون. وكثيراً ما كانت تقصي جونسن عن فراشها)(25). ونادراً ما كان يصطحبها حين يتناول طعامه خارج الدار. ويقول الدكتور تيلر، كان يعرفهما معرفة وثيقة، إنها "كانت البلاء الذي نكبت به حياة جونسن، وكانت ثملة إلى درجة بشعة، حقيرة من جميع الوجوه، وكان جونسن يشكو مراراً... من وضعه مع زوجة كهذه"(26)، غير أن موتها (28 مارس 1752) أنساه عيوبها، فبات مفتوناً بها بعد موتها فتنة أضحكت أصحابه. وأطرى فضائلها، ورثى لوحدته، ورجا أن تشفع له عند المسيح(27). ويقول بوزويل وهو يستحضر تلك الحقبة "لقد أخبرني أنه كان عادة يخرج من داره في الرابعة مساء، وقل أن يعود إلا في الثانية صباحاً... وكان منجعه هو حانة ميتر بفليت ستريت، حيث كان يحب أن يطيل السهر"(28).


جيمس بوزيل في عمر 25
على ان جونسن كان يرهب الوحدة. ومن ثم فقد أتى بآنا وليمز إلى بيته في جف سكوبر (1752)، وكانت شاعرة ولزية تكاد تفقد بصرها. ثم فشلت جراحة أجريت لعلاجها، فطف بصرها تماماً. وقد مكثت مع جونسن حتى وفاتها (1783) باستثناء فترات قصيرة تخللت هذه الفترة، تشرف على إدارة البيت والمطبخ، وتقطع شرائح الشواء-وتحكم على امتلاء الأقداح دون مرشد غير أصابعها. أما احتياجات جونسن الأخص فقد اتخذ لقضائها (1753) خادماً زنجياً يدعى فرانك باربر، ظل يلازمه تسعة وعشرين عاماً. وقد أدخله جونسن المدرسة، وجهد ليجعله يتعلم اللاتينية واليونانية، وخلف له تركة لا يستهان بها. واستكمالاً لمقومات هذه المنشأة دعا جونسن طبيباً مهجوراً منبوذاً يدعى روبرت لفيت ليسكن معه (1760). وقد ألف ثلاثتهم بيتاً كثير الشجار، ولكن جونسن كان شاكراً لصحبتهم.
وفي يناير 1755 دفع بآخر فروخ "القاموس" إلى الطابع، الذي حمد الله على قرب خلاصه من هذا العمل وهذا الرجل. ونمى إلى تسشترفيلد نبأ القاموس الوشيك الظهور، وكان يأمل أن يصدره صاحبه بعبارة إهداء له. وحاول أن يكفر عن قصر نظره في الماضي بمقالين كتبهما لإحدى المجلات يرحب فيهما بالأثر الأدبي المرتقب، ويطري جونسن أديباً يسره أن يرتضيه حكماً لا يرد في استعمال الإنجليزية الفصحى. غير أن المؤلف المعتز بكرامته أرسل إلى الأيرل (7 فبراير 1755) رسالة وصفها كارلايل بأنها "نفخة بوق الحشر الذائعة الصيت التي أعلنت أن نظام رعاية الأدب يجب ألا تقوم له قائمة":
“      سيدي اللورد:
أبلغني صاحب مجلة "ورلد" مؤخراً أن فخامتكم كاتب المقالين الذين زكيا قاموسي لجمهور القراء... وإن تنويهكم بفضلي لشرف لا أدري كيف أستقبله أو بأي عبارات أعرب عن اعترافي به لقلة تعودي على أفضال العظماء. سيدي اللورد، لقد انقضت اليوم سبع سنوات منذ انتظرت في حجرتك الخارجية أو رددت عن بابك، ورحت خلال هذه الحقبة أدفع عملي خلال مصاعب من العبث أن أشكو منها، حتى بلغت به آخر الأمر حافة النشر، دون أن تسدي إلي يد واحدة، أو كلمة تشجيع واحدة، أو ابتسامة عطف واحدة. ومثل هذه المعاملة لم أتوقعها، لأنه لم يكن لي راع بتاتاً قبل ذلك. أليس راعي الأدب يا سيدي اللورد ذلك الذي ينظر في غير اكتراث إلى رجل يصارع من أجل الحياة في الماء، حتى إذا بلغ اليابسة أثقله بمساعدته؟
إن الاهتمام الذي طاب لك أن تبديه نحو جهودي كان كريماً لو أنه جاء مبكراً، ولكنه تأخر حتى أمسيت عديم الاكتراث له، عاجزاً عن الاستمتاع به، وحتى بت وحيداً لا أستطيع إشراك غيري فيه، معروفاً لا حاجة بي إليه. وأرجو ألا يعد من القسوة البالغة السخرية ألا أعترف بأفضال لم أتلق منها نفعاً، أو أن أكره أن يعدني الجمهور مديناً لراع بما مكنتني العناية الإلهية من أن أؤديه لنفسي. وإنني إذ مضيت بعملي هذا الشوط بقدر ضئيل جداً من الدين لأي راع للأدب، فلن يفت في عضدي أن أنهي العمل بقدر أضأل إن كان هذا القدر متاحاً، ذلك أنني أفقت منذ أمد بعيد من حلم الأمل الذي كنت يوماً ما أعتز به في اغتباط شديد:
وإنني يا سيدي اللورد
خادمكم المتواضع المطيع
صمويل جونسن.
 – Boswell's Life of Samuel Johnson
أما تعليق تشسترفيلد الوحيد على الرسالة فهو أنها "كتبت كتابة جيدة جداً"، وهي في الحق آية من آيات نثر القرن الثامن عشر، بريئة تماماً من المشتقات اللاتينية التي كانت أحياناً تعوق أسلوب جونسن وتثقله. ولا بد أن كاتبها كان عميق الإحساس بها والتفكير فيها، لأنه تلاها على مسامع بوزويل من الذاكرة بعد ست وعشرين سنة(30)، ولم تنشر الرسالة في لابد بعد موت جونسن. ولعل غيظه شوه حكمه على "رسائل تشسترفيلد لولده" بأنها-"تعلم أخلاقيات بغي، وعادات معلم رقص"(31).
وذهب جونسن إلى أكسفورد في مطالع 1755، ومن جهة ليرجع إلى المكتبات، ومن جهة أخرى ليقترح على صديقه توماس وارتن أنه مما يعين على رواج القاموس أن يستطيع مؤلفه إضافة درجة جامعية إلى اسمه. ودبر وارتن الأمر، وفي مارس خلعت على جونسن درجة أستاذ آداب فخرية. وهكذا صدر القاموس آخر الأمر، في مجلدين من القطع الكبيرة بلغا قرابة 2.300 صفحة، وحدد له ثمناً أربعة جنيهات وعشرة بنسات. وفي ختام المقدمة أعلن جونسن أن " القاموس الإنجليزي ألف بمساعدة ضئيلة من المثقفين، ودون أي رعاية من العظماء، ولم يؤلف في هدوء العزلة الناعم، ولا تحت الظلال الجامعية الوارفة، بل في غمار العناء والحيرة، وفي جو المرض والحزن، ولعله مما يكبح انتصار أصحاب النقد الخبيث أن يلاحظوا أنه إذا كانت لغتنا الإنجليزية لم تحظ هنا بعرض كامل، فعذري أنني إنما فشلت في محاولة لم تنجزها كمدرات البشر إلى الآن... لقد أطلت عملي حتى طوى القبر أكثر من كنت أبغي إدخال السرور إلى أفئدتهم، وبات النجاح والإخفاق أصواتاً فارغة، ومن ثم فإني أطلقه في هدوء لا يبالي، إذ ليس هناك ما أخشاه أو أرجوه من اللوم أو المديح".
وما كان في الإمكان أن يتوقع من النقاد أن يدركوا أن قاموس جونسن عين قمة، وخطاً فاصلاً في أدب القرن الثامن عشر الإنجليزي، كما عينت موسوعة ديدرود الأمبير (1751-72) قمة ونقطة تحول في أدب فرنسا. ولقد كان هناك ضحك كثير على عيوب عارضة في عمل جونسن. فبين المواد التي بلغت أربعين ألفاً ألفاظ غريبة مثل Gentilitious وSygilates (وهما لفظتان يحتفظ بهما قاموس وبستر باحترام). وحوى القاموس تعريفات غاضبة كتعريف كلمة "معاش" Pension "مكافأة تمنح لإنسان بدو مقابل. والكلمة في إنجلترا تفهم عموماً على أنها تعني راتباً يدفع لأجير للدولة نظير خيانته لوطنه". أو كلمة Excise (ضريب الإنتاج) "ضريبة بغيضة على السلع". ثم هناك نكت شخصية كما في تعريف كلمة Oats (الشوفان) "غلة تطعم بها الخيول في إنجلترا عادة، ولكنها في إسكتلندة يقتات بها الآدميون"-وكان هذا صحيحاً لا غبار عليه. وسأل بوزويل جونسن إن كانت المدنية Civilization كلمة: فقال لا، ولكن Civility (الكياسة)(32). كلمة.. وكثير من "أتمولوجيات" جونسن (تتبع أصول الكلمات وتاريخها) يرفض اليوم، فقد كان يعرف الكثير من اللاتينية، وأقل منه من اليونانية، ولكنه كان ضئيل العلم باللغات الحديثة، وقد اعترف صراحة أن "الإتيمولوجيا" نقطة الضعف فيه(33). وقد عرف كلمة Pastern بأنها "ركبة الحصان" (وصحتها جزء من قدم الحصان). وحين سألته سيدة كيف حدث أنه وقع في خطأ كهذا. فأجاب "الجهل يا سيدتي، والجهل المطبق"(34)، ولم يكن في استطاعته تجنب العثرات في قاموس بهذه الضخامة كل صفحة فيه تفتح أبواباً كثيرة للزلل.
ولقد لقي إنجاز جونسن العظيم التقدير خارج وطنه. فأهدته الأكاديمية الفرنسية نسخة من قاموسها، وأهدته أكاديمية ديللاكروسكا الفلورنسية قاموسها(35). وراج القاموس رواجاً أرضى الكتابيين، فنقدوا جونسن أجر تجهيز طبعة مختصرة. وظل القاموس المطول قياسياً حتى حل محله "نوح ويستر" في 1828. وقد وضع القاموس جونسن في قمة المؤلفين الإنجليز في عصره؛ والواقع أن جونسن اكتسب سلطان الحكم الذي لا يرد له حكم في الأدب الإنجليزي، إذا استثنينا أدباء أرستقراطيين مثل هوراس ولبول. وهكذا بدأ حكم "خان الأدب الأكبر".
الحلقة المسحورة

على أنه لم يكن فوق الاعتقال بسبب الدين. ذلك أنه أنفق أجره الذي تقاضاه عن القاموس بالسرعة التي أتاه بها. ففي 16 مارس 1756 كتب إلى صموئيل رتشاردسن يقول: "سيدي، أنني مضطر إلى طلب معونتك. فأنا الآن مقبوض علي لأنني مدين بخمسة جنيهات وثمانية عشر شلناً... فإذا تفضل بموافقتي بهذا المبلغ رددته لك شاكراً، مضيفاً إياه إلى كل أفضالك السابقة"(36). وأرسل إليه رتشاردسن ستة جنيهات. وكان يكسب قوته في تلك الحقبة بتحرير المقالات للمجلات، وبتأليف المواعظ بجنيهين للعظة لرجال الدين الذين لم يوهبوا القدرة الكبيرة على البيان، وبجمع الاكتتابات مقدماً عن طبعة من مؤلفات شكسبير وعد بتحقيقها، وبكتابة مقال أسبوعي لليونفرسل كرونكل (15 أبريل 1758 إلى 5 أبريل 1760) باسم "العاطل" وكانت هذه المقالات أخف روحاً من "الرمبلر"، ولكنها مع ذلك أشد جداً وثقلاً مما يحتمله القراء الذين يتحرون الجري في القراءة. وقد ندد مقال منها بتشريح الحيوان الحي، وشهر آخر بسجون المدينين. ورثى المقال رقم 5 لانفصال الجند عن زوجاتهم، واقترح تأليف فرق من " الفارسات الخفاف" يقمن بأعمال التموين والتمريض، ويرحن أزواجهن فيما عدا هذا.
وفي يناير 1759 بلغه أن أمه ذات التسعين، التي لم يرها منذ اثنين وعشرين عاماً، مشرفة على الموت. فاقترض نقوداً من طابع، وبعث إليها بستة جنيهات في رسالة رقيقة. ووافاها الأجل في 23 يناير. ولكي يغطي نفقات جنازتها وديونها كتب في أمسيات أسبوع واحد (في رواية رينولدز) "تاريخ راسيلاس أمير الحبشة" وأرسله إلى الطابع جزءاً فجزءاً، ونقد عنه مائة جنيه. فلما نشر في أبريل رحب به النقاد أثراً من عيون الأدب، وقارنوا بينه وبين قصة فولتير "كانديد" التي صدرت في الوقت نفسه تقريباً وعالجت المشكلة ذاتها: أيمكن أن تأتي الحياة بالسعادة؟ أما جونسن فلم يؤخر الجواب، "يا من تستمعون وأحلام الأمل تراودكم، وتتوقعون أن تحقق الشيخوخة وعود الشباب، وأن الغد سيعوض عن نقائص اليوم، انتبهوا لتاريخ راسيلاس"(37). يقول جونسن أنه كان من عادة الملوك الأحباش أن يلزموا وريث العرش وادياً طيباً خصباً يأتي الوقت لاعتلائه العرش. وكان يزود بكل شيء: بقصر، وطعام طيب، وحيوانات مدلله، ورفاق أذكياء. ولكن راسيلاس يزهد في هذه المباهج حين بلغ السادسة والعشرين. فهو لا يفتقد الحرية فحسب بل الكفاح أيضاً. "سأكون سعيداً لو كان أمامي هدف أسعى نحوه". فيطيل الفكر في كيفية الهروب من هذا الوادي المطمئن ليرى كيف يسعى غيره من الرجال إلى السعادة وكيف يجدونها.
ويقترح ميكانيكي حاذق أن يبني آلة طائرة تحلق بهما فوق الجبال المحيط إلى الحرية. ويشرح فكرته هكذا: "أن الذي يستطيع السباحة يجب ألا ييأس من إمكان الطيران، فالسباحة طيران في سائل أكثف، والطيران سباحة في عنصر أخف. وما علينا إلا أن نحقق التناسب بين قوة مقاومتنا وكثافة المادة المختلفة التي نخترقها. فسيحملك الهواء بالضرورة إذا استطعت تحديد أي دفع يدفعه بأسرع مما يستطيع الهواء أن يتراجع من الضغط.. وسيكون جهد الارتفاع عن الأرض شديداً.. ولكننا كلما ارتفعنا قلت جاذبية الأرض وثقل الجسم تدريجياً حتى نبلغ منطقة يطفو فيها الإنسان في الهواء دون أي ميل للسقوط".
ويشجع راسيلاس الميكانيكي، فيوافق على صنع طائرة، "ولكن بشرط، وهو ألا يفشي سر هذه الصنعة، وألا تلزمني بأن أصنع أجنحة لسوانا". ويسأله الأمير "ولم تضمن على غيرك بمثل هذه الفائدة الكبرى؟" ويجب الميكانيكي "لو كان الناس كلهم لعلمتهم بغاية الخفة أن يطيروا. ولكن أي ضمان للأخيار إذا كان في استطاعة الأشرار إن شاءوا أن يغزوهم من الجو؟" ثم يصنع طائرة، ويحاول الطيران، فيسقط في بحيرة ينقذه منها الأمير(38).
ويؤثر راسيلاس التحدث إلى الفيلسوف إيملاك، الذي شهد كثيراً من الأقطار والناس. ويجدان كهفاً يفضي إلى ممر يؤدي إلى العالم الخارجي، ويهربان من فردوسهما مع أخت الأمير نكاياه وخادمتها. ثم يزورون القاهرة وقد تزودوا بالحلي عملة عالمية، ويشاركون في ملاهيها ثم يملونها. ويستمعون إلى فيلسوف رواقي يتحدث عن قهر الشهوات، وبعد أيام يعثرون عليه وقد برح به الحزن على موت أبنته. وإذ كانوا قد قرءوا الشعر الرعوي فقد افترضوا أن رعاة الغنم لا بد سعداء، ولكنهم اكتشفوا أن هؤلاء الرجال "تقرحت سخطاً" و"حقداً وضغينة على من هم أعلى منهم مكانة"(39). ثم يقعون على ناسك، فيتبينون أنه يتوق سراً إلى مباهج المدينة. ويستفسرون عن سعادة الحياة البيتية، فيجدون كل بيت قد خيم عليه الظلام الشقاق و"الصدام القاسي بين الرغبات المتعارضة"(40). ويرتادون الأهرام ويحكمون عليها بأنها قمة الحماقة. ويسمعون عن الحياة السعيدة التي يحياها الدارسون والعلماء، فيلتقون بفلكي مشهور، يخبرهم أن "الأمانة بغير المعرفة ضعيفة عديمة الجدوى، والمعرفة بغير الأمانة خطرة رهيبة"(41)، ولكن الفلكي يجن. وينتهون إلى أنه ما من طريق من طرق الحياة على الأرض يقضي إلى السعادة، ثم يعزيهم إيملاك بحديث عن خلود النفس، ويعتزمون العودة إلى الحبشة والرضى بتقلبات الحياة في هدوء تحدوهم الثقة في قيامة سعيدة.
وهي قصة قديمة تجسدت في صورة من أبدع صورها. ويدهشنا ذلك التدفق الجميل والوضوح الذي يتميز به الأسلوب، الذي بعد كل البعد عن الألفاظ الثقيلة التي نجدها في مقالات جونسن بل حتى في حديثه. وبدا مستحيلاً أن يكون المعجمي المتفقه هو كاتب هذه القصة البسيطة، وانه مما لا يصدق أن يكون قد كتب هذه الصفحات التي بلغت 141 في سبعة أيام.
وكان أثناء ذلك قد انتقل من جف سكوير إلى ستيبل إن (23 مارس 1759)؛ وستراه بعد قليل وقد انتقل إلى جرييز إن، ثم إلى الأنر تمبل لين. والراجح أن هذه التنقلات كان دافعها الاقتصاد في النفقة. ولكن في يوليو 1762 رفع جونسن فجأة إلى حالة من الثراء النسبي بفضل معاش سنوي قدره 300 جنيه نفحه به جورج الثالث بناء على نصيحة اللورد بيوت. أما السبب في أن هذه المنحة كانت من نصيب رجل كان قد عارض الأسرة الهانوفرية في إصرر، وسخر من الإسكتلنديين في كل مناسبة، ووصف المعاش بأنه "أجر يدفع لأجير للدولة نظير خيانته لوطنه"،-هذا السبب دار حوله الكثير من قصص الأسرار. فاتهمه أعداؤه بأنه يؤثر المال على المبدأ، وزعموا أن بيوت كان يبحث عن قلم جبار يرد على ولكس، وتشرشل، وغيرهما ممن كانوا يشوهون سمعته بكتاباتهم. وزعم جونسن أنه قبل المعاش على أساس صريح أكده بيوت مرتين، هو ألا يطلب إليه أن يؤيد الحكومة بقلمه(42). وقد أسر إلى بوزويل بأن "لذة لعن بيت هانوفر، وشرب نخب الملك جيمس، ترجحها المئات الثلاث من الجنيهات في العام رجحاناً كبيراً"(43). على أي حال فقد استحق المعاش أضعافاً مضاعفة، لا عن الكراسات السياسية التي كتبها في السنين اللاحقة، بقدر استحقاقه إياه عن إثرائه الأدب الإنجليزي بالقلم والحديث وبالحكمة والنكتة المطهرة.
وكان له من الأصدقاء عدد يكفي لتشتيت الأعداء. يقول "أن الصداقة هي الشراب المنعش الذي يعين على ابتلاع جرعة الحياة المقززة"(44). وكان في كل محفل تقريباً من المحافل التي يختلف إليها يصبح محور الحديث، لا لأنه شق طريقه بالقوة إليه، بل لسبب أهم هو أنه كان أعظم شخصية متفردة في حلقات لندن الأدبية، وكان في استطاعة سامعيه أن يثقوا بأنه سيقول شيئاً كلما تكلم. ورينولدز هو الذي اقترح تأليف "النادي" الذي سماه بوزويل فيما بعد "النادي الأدبي"، وأيد جونسن الاقتراح، وفي 16 أبريل 1764 بدأت الجماعة الجديدة لقاءاتها في أمسيات الإثنين بحانة "تيركس هد" في شارع جرارد بحي سوهو، أما الأعضاء الأصليون فهم رينولدز، وجونسن، وبيرك، وجولدسمث، وكرستوفر نجنت، وتبهام بوكلرك، وبنيت لانتجن، وانتوني كامين، والسر جون هوكنز. وأضيف إلى هؤلاء فيما بعد آخرون بتصويت الأعضاء: جبون، وجاريك، وشريدان، وفوكس، وآدم سمث، ودكتور بيرني...
ولم يظفر بوزويل بالعضوية إلا في 1773، وقد يكون بعض السبب أنه لم يكن يفد على لندن إلا لماماً. ولم ينفق خلال السنين الإحدى والعشرين. بين التقائه بجونسن ووفاة جونسن، أكثر من عامين وبضعة أسابيع على قرب من معبوده. وكان في حرارة إعجابه التي لم يخفها، وفي علم جونسن بأن بوزويل يخطط لكتابة سيرته، ما جعل أكبر الرجلين يغفر ما أبداه الاسكتلندي من مسلك يقرب من العبادة المتملقة. والمتكلم المجيد للكلام، والمستمع المجيد للاستماع، يؤلفان صاحبين سعيدين. ولم يكن جونسن شديد الاحترام لعقلية بوزويل. فحين قال "بوزي"، كما كان يلقبه، أن النبيذ الذي شربه أثناء حديثهما أصابه بالصداع، وقال جونسن مصححاً: لا يا سيدي، ليس النبيذ هو الذي صدع رأسك، بل المعنى الذي وضعته أنا فيه". وقال بوزويل متعجباً "ماذا يا سيدي! وهل يصدع المعنى الرأس؟" "نعم يا سيدي، إذا لم يكن معتاداً عليه"(45).
(وفي "السيرة" فقرات يبدو فيها بوزويل يتكلم كلاماً معقولاً عن كلام جونسن). وفي معرض الثناء على ملحمة بوب عن المغفلين (الدنسياده) لا حظ جونسن أنها خلعت على بعض المغفلين ذكراً خالداً، ثم واصل نكتته: "لقد كانت الغفلة يومها أمراً جديراً بالاهتمام.. آه، يا سيدي، لو إنك عشت في تلك الأيام!"(46). ولكن الدب الشائخ لم يلبث أن تعلم أن يحب شبله، فقال له في 1763(47) "قليل من الناس من آنس إليه أنسى إليك". وقال بوزويل لم يغادر قط بيتاً دون أن يترك فيه رغبة في عودته"(48). وفي 1775 أعطى بوزويل حجرة في مسكن جونسن لينام فيها حين يمتد بهما الحديث إلى ساعة متأخرة من الليل(49).
وفي 31 مارس 1772 كتب في يوميته: "إني مصمم على كتابة سيرة المستر جونسن. وأنا لم أخبره بنيتي بعد، ولا أدري إن كان من واجبي أن أفعل". ولكن جونسن علم بالأمر في أبريل 1773 إن لم يكن قبله(50). وعلم غيره به. وغاظتهم طريقة بوزويل في إثارة مسائل جدلية بقصد واضح هو جر رجل الأديب العجوز والظفر بدرة جديدة للسيرة. وافتخر الاسكتلندي الفضولي بأن "النبع كان أحياناً يسد حتى أفتح صنبوره"(51)ولعل جونسن الذي نعرفه ونستطيبه ما كان ليتجلى قط لولا أن حفزته إثارة بوزويل المفرطة ومطاردته التي لا يعتريها الكلل. وشتان بين جونسن هذا وجونسن الذي نجده في "السيرة" التي ألفها هوكنز، أو حتى في "النوادر" الرشيقة التي كتبتها مسز ثريل!.
ويناير 1765 هو تاريخ بداية صله جونسن بأسرة ثريل، وهي صلة لعبت في حياته دوراً أكبر من صداقته لبوزويل. وكان هنري ثريل صانع جعة، وإبناً لصانع جعة، أصاب حظاً طيباً من التعليم وجاب الأقطار، ولم يكن يؤمن أن يشرف وضعه الاجتماعي بانتخابه عضواً في البرلمان. وفي 1763 تزوج هستر لنسن سولزبري، وكانت فتاة ولزية لا يتجاوز طولها خمسة أقدام ولكنه مريحة ذكية. واستغرق هنري في عمله وهو يكبرها بأثني عشر عاماً، ولكنه بذل لها من الاهتمام ما كفى لجعلها تحبل كل سنة بين 1764 و1778، ولنقل عدوى مرضه السري إليها(52). وولدت له اثني عشر طفلاً مات منهم ثمانية في طفولتهم وراحت تسري عن نفسها بالأدب، فلما جاء زوجها إلى البيت بصموئيل جونسن الذائع الصيت، سخرت كل فنون الأنثى وملاطفاتها لتربطه بالأسرة. وسرعان ما اعتاد أن يتعشى مع آل ثريل كل خميس في منزلهما بسوثوراك، وكان منذ 1766 ينفق معهما الصيف عادة في فلتهم الريفية في ستريتهام بمقاطعة صري. وجعلت السيدة ثريل من بيتها صالوناً كان يقطبه جونسن، وراوده رينولدز وجولدسمث وجاريك وبيرك، وآل بيرني، وأخيراً-بوزويل-مدفوعاً بالغيرة لأنه علم أن السيدة ثريل تجمع البيانات عن نظرات بطلها وعاداته وألفاظه. وهكذا قدر لـ "السيرة" أن يكون لها منافس.
الدب الأكبر

كيف كان "الدب الأكبر" يبدو؟ كتب بوزويل عقب لقائهما الأول (1763) يقول: "أن مستر جونسن رجل رهيب المنظر للغاية... رجل كبير الحجم جداً، يشكو التهاب العينين، والشلل الارتجافي (تقلص عصبي لا إرادي) والداء الخنازيري وهو رث الهندام جداً، ويتحدث بصوت غاية في الخشونة"(53). ووصفته السيدة ثريل حين تقدم به العمر فقالت: "كانت قامته فارعة إلى حد ملحوظ، وأطرافه غاية في الكبر.. أما قسماته فمحددة تحديداً قوياً، ووجهه مشرس جداً.. وكان في إبصاره قصر، وفيه غير ذلك قصور، ومع ذلك كانت عيناه شديدتي الجموح، والنفوذ، والضراوة أحياناً، حتى أن الخوف منه كان في اعتقادي أول انفعال يبدو في عيون ناظريه"(54).
وكان جونسن يأسف على الساعات التي يجلس فيها إلى مصور يصوره باعتبارها "وقتاً مضيعاً"، ومع ذلك فعل هذا عشر مرات حين رسمه رينولدز، ومرة حين صنع نولكنز له تمثالاً نصفياً. وفي 1756 أبرزه السر جوشوا بديناً ثقيل الحركة(55)، وفي 1770 رسم له صورة جانبية وجعله يبدو شبيهاً بجولد سمث(56). وفي 1772 أسلمته أشهر صورة للأجيال اللاحقة رجلاً ضخماً صعب المراس، له شعر مستعار هائل، ووجه ممتلئ كبير، وحاجبان هابطان فوق عينين حائرتين، وأنف ضخم وشفتان غليظتان، وذقن ملغد.. وكان شعره المستعار تزيحه غير مرة الحركات التشنجية التي تند عن رأسه وكتفيه ويديه(57). وكان مهمل الهندام.
وقد قال لبوزويل "إن الملابس الجميلة لا قيمة لها إلا من حيث سدها النقص في غيرها من وسائل جلب الاحترام للابسها"(58). ولم يكن يعبأ كثيراً بالنظافة الشخصية إلى أن نزل ضيفاً على آل ثريل.
وكان يأكل بشراهة ليملأ فراغ جوفه الكبير، وربما لأنه لم ينس سنوات الجوع. وقال بوزويل:
"لم أعرف قط رجلاً أكثر منه تلذذاً بالأكل الطيب. كان إذا جلس إلى المائدة استغرقته مهمة اللحظة استغراقاً تاماً، فبدت نظراته وكأنها سمرت على طبقه. وما كان ليفوه بكلمة واحدة، ولا ليبدي أقل انتباه لما يقوله غيره-إلا أن يكون في صحبة قوم رفيعي المقام جداً-حتى يشبع شهيته التي كانت شديدة الضراوة حتى... لتنتفخ لها عروق جبينه عادة ويتفصد عرقاً غزيراً ملحوظاً للناظرين(59).
وكان يأكل السمك بأصابعه، "لأنني أشكو قصر النظر، وأخشى شوك السمك"(60). ولم يكن يطيق منظر الخضر. وكان في الأيام التي تتعاظم فيها شهيته للطعام "يحب أن ينعش نفسه بالخمر، ولكنه لم يسكر قط غير مرة واحدة"(61). وحين نددت المسز وليمز بالسكر قائلة "إني لأعجب أي لذة يمكن أن يحس بها الرجال في أن يجعلوا من أنفسهم حيوانات؟" أجاب على الفور "إني لأعجب يا سيدتي أنك لا تملكين من نفاذ البصيرة ما ترين به الإغراء القوي لهذا الإفراط في الشراب، ولأن من يجعل نفسه حيواناً يتخلص من الألم الذي يصيبه من كونه إنساناً"(62). ولكن السكر في رأيه "لا يعين على الارتقاء بالحديث مع الناس، فهو يغير العقل حتى ليسر المخمور بأي حديث"(63). ثم تجنب كل ألوان المسكر في أخرىات حياته، وقنع بالكاكاو، وعصير الليمون، وأقداح الشاي التي لا حصر لها. ولم يدخن قط، "إنه لأمر رهيب أن ننفث الدخان من أفواهنا في أفواه غيرنا من الناس وفي عيونهم وأنوفهم، وأن يفعل الناس بنا هذا الشيء ذاته". وعلل عادة التدخين بأنها "تحفظ العقل من الخواء التام"(64).
وكانت عادته الفظة من جهة أثراً خلفته الأيام والليالي التي قضاها في قاع المجتمع، ومن جهة نتيجة للمثيرات البدنية والمخاوف العقلية. لقد كان قوياً، فخوراً بقوته، استطاع أن يصرع كتيباً دون أن يخشى رده للثأر لنفسه، وأن ينتزع من مكانه رجلاً جرؤ على احتلال كرسي أخلاه جونسن مؤقتاً ويطرحه جانباً؛ وقد امتطى جواداً وصاحب ثريل في رحلة صيد للثعالب عبر الريف امتدت خمسين ميلاً. ولكنه وجد مشقة في حمل بدنه الثقيل. "حين كان يسير في الشوارع، كان يبدو لدوران رأسه المتصل وما رافقه من حركة بدنه كأنه يشق طريقه بتلك الحركة مستقلاً عن قدميه"(65). فإذا ركب "لم يملك زمام جواده ولا توجيهه حيث يشاء، بل كان يحمل وكأنه في بللون"(66).
وبعد 1776 كان يعاني من الربو والنقرس والاستسقاء. ولا بد أن هذه الأمراض وغيرها من أوصاب البدن زادت مزاجه السوداوي حدة، وكان أحياناً يصيبه بغم شديد حتى "أنني لأرضى بأن يبتر مني عضو استرد بعدها مرحي"(67) ولم يكن ليؤمن بأن بين الناس إنساناً سعيداً، ومرة قال عن رجل زعم أنه سعيد "هذا كله هراء، أن الكلب يعرف أنه تعس طوال الوقت"(68).
وبعد أن أخبره طبيب بأن الوهم المرضي يفضي أحياناً إلى الجنون، خاف أن يلتاث عقله يوماً ما(69). وقد أجرى هذه العبارة على لسان إيملاك في قصة "راسيلاس"، "أن أبشع الشكوك وأكثرها إزعاجاً في حالتنا الراهنة هو الشك في احتفاظنا بسلامة عقولنا"(70). وإذا كان يشكو قصراً في بصره فإنه لم يجد لذة تذكر في تأمل جمال النساء أو الطبيعة أو الفن(71). وكان رأيه في النحت أن الناس غالوا في تقديره، "أن قيمة النحت ترجع إلى صعوبته. فأنت لا تقدر أبدع رأس نحت فوق جزره."(72). وقد حاول أن يتعلم العزف "ولكنني لم أفلح قط في إخراج نغمة". وسأل مرة "قل لي بربك يا سيدي من يكون باخ هذا؟ أزمار هو؟"(73)-مشيراً إلى يوهان كرستيان باخ، وكان يومها (1771) أشهر عازف على البيان في إنجلترا. وأحس أن الموسيقى تفسدها الحركات البهلوانية على الأصابع. ومرة سمع بأن عازف كمان نال ثناء الناس لأن القطع التي عزفها عسيرة جداً، فقال مندهشاً "عسيرة-ليتها كانت مستحيلة"(74).
ولابد ان رجلاً أوتى هذه القوة والعافية لقي عنتاً في التعامل مع أحلام الجنس التي تهيج حتى العقل السوي. وحين حضر حفلة الافتتاح لتمثيلية "أيريني" وقاده جاريك إلى "الحجرة الخضراء" التي ينتظر فيها الممثلون بين المشهد والمشهد، ورفض اقتراحاً بأن يكرر هذه الزيارة. "لا يا ديفد، لن أعود للمكان أبداً. لأن ثياب ممثلاتك البيضاء وجواربهن الحريرية تثير أعضائي التناسلية"(75). وقد أدهش بوزويل أن يسمعه يقول يوماً وهو في جزائر الهبريد "كثيراً ما خطر لي أنه لو كنت أقتني حريماً..."(76).
ويمكن القول عموماً أن نقائصه كانت اظهر من فضائله، التي لا تقل عن النقائص وجوداً حقيقياً. وفي وسعنا لأن نعكس ملاحظة هوراس ولبول الذي قال "مع أنه كان طيب الطبع في أعماقه فإنه كان سيئ الطبع جداً في قمته"(77). وقد أعرب جولد سمث عن هذا المعنى ذاته بعبارات ألطف: "إن في سلوك جونسن خشونة، ولكن ليس هناك إنسان حي له قلب أرق. فليس فيه من الدب إلا جلده"(78). فهذا الرجل الذي كان رث الهندام، بليداً مؤمناً بالخرافة، فظاً، مستبد الرأي، متكبراً، كان أيضاً رحيماً، عطوفاً، كريماً، يبادر بطلب الصفح وبالنسيان. وقد قدرت مسز ثريل أن جونسن كان يبذل 200 جنيه من معاشه البالغ 300 جنيه(79)، وأظافت: "كان يرعى مجاميع بأسرها من الناس في بيته... وكان وهو ينفق نصف الأسبوع في بيتنا عادة، يحتفظ بأسرته الكبيرة العدد في فليت ستريت تخصصاً لأفرادها نفقة ثابتة، ولكنه يعود إليهم كل سبت ليقدم لهم ثلاث وجبات طيبة بالإضافة إلى صحبته، قبل أن يعود إلينا في ليلة الإثنين-باذلاً لهم ذات الحفاوة والمجاملة التي كان يبذلها لمثلهم من أفراد المجتمع الراقي أو ربما أكثر منها"(80).
وكان يكتب لغير المقدمات والإهداءات والعظات وحتى الآراء القانونية، مجاناً في حالات كثيرة. وقد جاهد بلسانه وقلمه لينقذ الدكتور وليم دد من حبل المشنقة. وحين رأى مومساً راقدة في الطريق (وكان في عامه الخامس والسبعين) وضعها على ظهره، وحملها إلى مسكنه، واعتنى بها حتى استعادت صحتها، ثم "حاول أن يعينها على كسب رزق حلال"(81). وقد قال جورج ستيفنز الذي تعاون معه في التعليق على مسرحيات شكسبير "لو أن الحسنات الكثيرة التي أخفاها عمداً، والأفعال الإنسانية التي أسداها سراً، أعلن عنها بذات التفصيل الدقيق (كزلاته)، لتاهت عيوبه في وهج فضائله فلم يبق أمام الناس غير الفضائل"(82).
ولم يؤلف خلال العوام التسعة عشر الباقية من عمره سوى كتاب هام واحد هو "سيرة الشعراء"، وفيما عدا ذلك أحل لسانه محل قلمه. وقد وصف نفسه بأنه "رجل يحب أن يلف ساقيه ويطلق حديثه"(83). ولو غضضنا النظر عن تلذذه بالطعام، لوجدناه أسعد ما يكون حياة حين يتحدث إلى جماعة ذكية. وكان قد اجتمع له بالملاحظة والقراءة ذخيرة خارقة وتنوع مدهش من المعرفة بشئون البشر، وقد حمل الكثير من هذه المعرفة في مخزن ذاكرته وكان يرحب بفرصة التخفف منها. ومع ذلك فقلما كان البادئ بأي نقاش جاد، وما كان يفصح عن رأيه إلا حين يثير بعضهم موضوعاً أو تحدياً. وكان يجد دائماً إغراء بأن يعارض رأي غيره، وكان على استعداد للدفاع عن أي قضية أو عكسها، يلتذ بالجدل لعلمه بأنه لا يقهر، ويصمم أنه ألذها. وكان على علم بأن هذا لم يكن أرقى ضروب الحديث، ولكنه كان واثقاً أنه ألذها, وكان إذا حمى وطيس المعركة واشتد استمتاعه بها لا يعرف المجاملة. يقول بوزويل "لم يكن يرحم أحداً منا. مرة قال لأحد مجادليه: لقد عثرت لك على حجة، ولكني لست ملزماً بالعثور لك على فهم(85). يقول جولدسمث "لا سبيل للجدل مع جونسن، فهو إن أخطأك رصاص طبنجته صرعك بمقبضها"(86) ويروي بوزويل هذه القصة عنه، "حين ألممت بالدكتور جونسن صبيحة الغد وجدته راضياً كل الرضى عن قدراته الكلامية في البارحة. فقد قال :حسناً، لقد استمتعنا بحديث طيب". بوزوبل "أجل يا سيدي، لقد قذفت بالكثيرين واثخنتهم بالجراح"(87). وقد وصفه توماس شريدان بأنه "بلطجي"(88). وجبون بأنه متعصب تعصباً أعمى(89). وقال عنه اللورد مونبودو أنه "أشر وأخبث رجل عرفته في حياتي، لا يثني على كاتب أو كتاب أثنى عليه غيره (ولكنه أثنى على قصة فاني بيرني "أفلينا")... ولا طاقة له على سماع أي شخص غيره يشد انتباه الجماعة، ولو لوقت قصير جداً"(90) أما هوراس ولبول، الآمن في وظائفه الشرفية، فكان يرتعد حين يخطر جونسن بباله، وقد أجمل وصفه على النحو الذي يراه ابن رئيس وزراء من حزب الأحرار.
"كان جونسن بما ملك من سقط الثقافة وبعض الجوانب القوية شخصية كريهة خسيسة. فهو من حيث المبدأ استيوارتي، مزهو، مكتف بذاته، متغطرس... ولقد ابتذل قلمه وسخره للحزبية حتى في معجمه، ثم ناقض تعريفاته بعد ذلك لقاء معاش يتلقاه. وكانت عاداته قذرة متعالية وحشية، وأسلوبه خبيثاً طناناً إلى حد مضحك، وباختصار كان فيه رغم كل حذلقته وتنطعه تلك التفاهة الهائلة التي تجدها في المعلم الريفي.. فليت شعري ماذا يحسبنا الخلف حين يقرءون أي صنم عبدنا؟"(91).
وخير الحديث من الوجهة المثالية بالطبع هو ذلك الذي يجري في جماعة صغيرة مستأنية كل أفرادها مثقفون مهذبون، أو كما أعرب جونسن في فاصل لطيف: "أن خير الحديث ما خلا من المنافسة أو الغرور، وكان تبادلاً هادئاً مطمئناً للعواطف"(92)، ولكن متى كانت له هذه التجربة؟ لقد قال لبوزويل وعيناه على الأرجح تومضان، "إن معاملة خصمك بالاحترام معناها إعطاؤه ميزة لا حق له فيها"(93)، ونحن الذين لم نحس قط ضرباته نغتفر له كل تلك اللطمات والإهانات والأحكام المتحيفة لأن ذكاءه وفكاهته ونظره الثاقب، وإيثاره الواقعية على الإدعاءات الكاذبة، والصراحة على الرياء، وقدرته على حشد الحكمة في عبارة،-كل هذا يجعله شخصية من أشد الشخصيات سيطرة في التاريخ الإنجليزي.
الفكر المحافظ

أترانا نستمع إليه يتكلم؟ لقد كان لديه الطريف الذي يقوله في كل شيء تقريباً تحت الشمس. لقد رأى الحياة خطباً لا رغبة لإنسان في تكراره، أكثر الناس "يطيقونه بصبر نافد ويرحلون عنه كارهين"(94). وحين سألته الليدي مكليود "أليس هناك إنسان صالح بطبعه؟" أجاب "بلى يا سيدتي، ليس أكثر صلاحاً من الذئب"(95). "واضح أن الناس... فاسدون فساداً لا تكفي معه كل قوانين السماء والأرض لكفهم عن الجرائم...(96)والناس يكرهون بأقوى مما يحبون، وإذا كنت قد قلت شيئاً لأوجع إنساناً مرة، فلن أفسد هذا بقول أشياء كثيرة لأسرة"(97). وقلما كان يناقش الاقتصاد. وقد ندد باستغلال شعوب المستعمرات(98)، وأدان الرق بشدة؛ ومرة أذهل بعض الأساتذة باقتراحه شرب نخب في صحة "ثورة الزنوج في جزر الهند الغربية"(99). ولكنه ذهب إلى أن "زيادة أجور العمال اليوميين خطأ، لأنها لا تعينهم على عيش أفضل، إنما (في رأي "المتبطل") تجعلهم أكثر كسلاً، والكسل مفسدة للطبيعة البشرية"(100). وكان كبلاكستون يؤمن بقداسة حقوق الملكية، وكنقيضه فولتير يدافع عن الترف لأنه يتيح عملاً للفقراء بدلاً من إفسادهم بالصدقات(101). وقد سبق آدم سمث في الدعوة للمشروعات الحرة(102)، ولكن تكاثر التجار كان يثيره. "أخشى ألا تتيح زيادة التجارة، والصراع المتصل على الثروة الذي تثيره التجارة، أي أمل في نهاية نتوقعها سريعاً للخداع والغش... أن العنف يخلي مكانه للمكر"(103). ولم يتظاهر قط باحتقار المال بعد أن عانى من الفاقة، وقال "إن أحداً من الناس لم يكتب قط إلا طلباً للمال، اللهم إلا إذا كان أحمق"(104)- وفي هذا الرأي بخس لغرور الإنسان.
وقد أحس أننا نغالي في أهمية السياسة (ولنذكر الأبيات التي أضافها لقصيدة جولد سمث "الرحالة") لست أبالي مثقال ذرة أن أعيش في ظل شكل دون آخر من أشكال الحكومة"(105)، وإذن "فمعظم خطط الإصلاح السياسي أشياء مضحكة جداً"(106)، ومع ذلك سخط على "كلاب الهويجز"، واقتضى رضاه عن الهانوفريين منحه معاشاً. ووصف الوطنية بأنها "آخر ملاذ يحتمي به الأوغاد"(107). ولكنه دافع بحرارة الوطنيين الغيورين عن حق بريطانيا في جزر فوكلند (1771). وكان يحس باحتقار للاسكتلنديين والفرنسيين يكاد يكون شوفينياً.
وكان السباق، في 1763، في الدفاع عن النزعة المحافظة قبل بيرك "أن التجربة البشرية، التي تناقض النظرية باستمرار، هي المحك الأعظم للحقيقة. وإن نظاماً قام على كشوف عدد كبير من العقول لهو دائماً أقوى مما يتمحض عنه تفكير عقل واحد"(108). وبعد عام 1762 كان قانعاً تماماً بالوضع الراهن، وأثنى على الحكومة البريطانية لأنها "أدنى إلى الكمال من أي شيء عرفناه بالتجربة أو وعاه التاريخ"(109). وأعجب بالأرستقراطية والفوارق والامتيازات الطبقية باعتبارها ضرورية للنظام الاجتماعي والتشريع الحصيف(110). "إنني صديق للطاعة، فهي جد مفضية إلى سعادة المجتمع... والخضوع واجب الجهال، والقناعة فضيلة للفقراء"(111). وأحزنه كما يحزن كل جيل:
"أن الطاعة إنهارت بشكل مؤسف في هذا العصر. فما من رجل له اليوم السلطة التي كانت لأبيه-إلا السجان. وما من سيد يملكها على خدمه؛ وقد تقلصت في كلياتنا، أجل، بل في مدارسنا الثانوية. ولهذا أسباب كثيرة، أهمها في رأيي تكاثر المال تكاثراً شديداً.. فالذهب والفضة يدمران الطاعة الاقتصادية. ولكن هناك إلى هذا تراخ عام في الاحترام. فلم يعد ابن يعتمد على أبيه الآن كما كانت الحال فيما مضى... وأملي أن يتمخض هذا التراخي الشديد عن إحكام الزمام كما تتمخض الفوضى عن الطغيان"(112).
وحكم جونسن من واقع تأمله لجماهير لندن بأن الديموقراطية ستكون وبالاً. وسخر من الحرية والمساواة باعتبارهما شعارات غير عملية(113). "ليس صحيحاً على الإطلاق أن الناس متساوون بالطبيعة، فما من شخصين يجتمعان معاً نصف ساعة إلا اكتسب أحدهما تفوقاً واضحاً على الآخر"(114). وفي 1770 كتب كراسة عنوانها "الإنذار الكاذب"، أدان فيها الراديكالية وبرر إقصاء ولكس عن البرلمان. وفي كراسة أخرى عنوانها "الوطني" (1774) جدد جونسن هجومه على ولكس، وانتقل إلى ما وصفه بوزويل بأنه "محاولة التسليم غير المشروط على إخواننا الرعايا في أمريكا"(115). وكان جونسن قد تحدث في كتابات سابقة عن المستعمرات الأمريكية بحياد عرضي، فرأى أنها "اختطفت دون استناد إلى مبادئ سياسية عادلة جداً"، وذلك إلى حد كبير راجع إلى أن دولاً أوربية أخرى كانت تختطف المستعمرات بإفراط(116)، ولأن إنجلترا أرادت حماية نفسها من بلدين-فرنسا وأسبانيا-أصبحتا قوتين إلى حد يهدد بالخطر بسبب التهامهما لأمريكا. وكان قد امتدح المستعمرين الفرنسيين على معاملتهم الهنود معاملة رحيمة وعلى التزاوج منهم، وأدان المستعمرين البريطانيين لغشهم للهنود وظلمهم للزنوج(117). ولكن حين راح المستعمرون يتحدثون عن الحرية، والعدالة، والحقوق الطبيعة، احتقر جونسن دعاواهم لأنها رياء خداع، وتساءل "ما بالنا نسمع أعلى نباح عن الحرية بين جلابي العبيد الزنوج؟"(118). ثم بسط الرأي المعارض لتحرير المستعمرات في كراسة قوية عنوانها "فرض الضرائب ليس طغياناً" (1775)، والظاهر أنها كتبت بناء على طلب الوزارة، لأن جونسن اشتكى (فيما يروي بوزويل) من أن معاشه منح له "بوصفه شخصية أدبية"، وها هو الآن "تطلب إليه الحكومة أن يكتب كراسات سياسية"(119).
وكانت حجة جونسن أن المستعمرين بقبولهم حماية بريطانيا العظمى قد أقروا ضمناً بحق الحكومة البريطانية في فرض الضرائب عليهم. وفرض الضرائب، إذا توخينا الإنصاف، لا يقتضي تمثيل الأشخاص المفروضة عليهم تمثيلاً مباشراً في الحكومة؛ ونصف سكان إنجلترا لا ممثلون لهم في البرلمان، ومع ذلك قبلوا فرض الضرائب عليهم مقابلاً عادلاً لما توفره الحكومة من نظام اجتماعي وحماية قانونية. وقد ذهب هوكنز-وهو الذي أمد جونسن بحججه(120)-إلى أن هذه الكراسة "فرض الضرائب ليس طغياناً" "لم تتلق رداً"(121)، أما بوزويل، الذي تذكر كورسيكا، فقد إنحاز إلى وصف الأمريكيين، وأسف على ما في قلم جونسن من "عنف بالغ"، وقال "لست أشك في أن هذه الكراسة كتبت بناء على رغبة أولئك الذين كانوا يومها يتقلدون زمام الحكم، والحق أنه اعتراف لي بأن بعض هؤلاء راجعها واختصرها"(122). وقد تنبأت فقرة حذفتها الوزارة بأن الأمريكان "سوف يمونون بعد قرن وربع أكثر من أنداد لسكان أوروبا (الغربية)"(123).
وكان في فلسفته السياسية بعض العناصر اللبرالية. وقد آثر فوكس على بت الثاني، وأقنعه بعضهم بتناول العشاء مع ولكس، الذي تغلب على مبادئ جونسن السياسية بإعطائه قدراً من لحم العجل الذيذ(124). وداعب المحافظ العجوز الثورة في إحدى فقراته فقال: "إذا تأملنا بالنظرة المجردة التوزيع غير المتكافئ لمباهج الحياة... وإذا وضح لنا أن الكثيرين تعوزهم ضروريات الطبيعة، وأكثر منهم ما تتيحه الحياة من أسباب الراحة والدعة، ورأينا الكسالى يعيشون في رغد على متاعب الكادحين، والمترفين ينعمون بأطايب لا يذوقها من يوفرونها، وإذا كان السواد الأعظم لا بد مفتقر دائماً إلى ما تستمع به القلة وتبدده دون نفع، بدا لنا من المستحيل أن نتصور أن سلام المجتمع يمكن أن يطول أمده، وأدنى إلى الطبيعة أن نتوقع ألا يدرك إنسان طويلاً وفي حوزته مباهج فائضة عن حاجته بينما يفتقر هؤلاء الكثيرون إلى الضروريات الحقيقية"(125).
على أن نزعته المحافظة كانت ترتد بكل عنفوانها حين يتكلم على الدين. فبعد أن أنفق سنة من التشكك في شبابه(126)، راح يؤيد عقائد الكنيسة الرسمية وامتيازاتها تأييداً متزايد الحرارة؛ وكان أحياناً يميل نحو الكاثوليكية: فقد أعجبته فكرة المطهر، وحين سمع أن قسيساً أنجليكانياً تحول إلى كنيسة روما قال "ليباركه الله"(127). ويقول بوزويل إنه "دافع عن ديوان التفتيش، وذهب إلى أن العقيدة الزائفة يجب أن توقف بمجرد ظهورها، وأن على السلطة الدينية أن تتحد مع الكنيسة في عقاب من يجرءون على مهاجمة الدين المقرر، وأن أمثال هؤلاء دون غيرهم هم الذين كان ديوان التفتيش يعاقبهم"(128). وكان يكره المنشقين على الكنيسة الأنجليكانية، ورحب بطرد المثوديين من أكسفورد(129). وقد رفض أن يتحدث إلى سيدة هجرت الكنيسة الرسمية لتنضم إلى طائفة الكويكر(130). ووبخ بوزويل على صداقته المعتدلة لهيوم "الملحد". وحين أخبره آدم سمث أن هيوم يحيا حياة يضرب بها المثل، صاح به جونسن "أنت تكذب:" ورد عليه سمث فوراً "أنت أبن قحبة"(131). وقد أحس جونسن أن الدين أمر لا غنى عنه للنظام الاجتماعي والأخلاق، وأن الرجاء المنعقد على خلود سعيد هو وحده الذي يستطيع حمل الإنسان على تقبل شدائد الحياة الدنيوية. وقد آمن بالملائكة والشياطين، وذهب إلى "أننا جميعاً كتب لنا أن نسكن في الآخرة أما في مواطن الهول أو السعادة"(132). ثم قبل الوجود الحقيقي للساحرات والعفاريت، وأعتقد أن زوجته المتوفاة قد ظهرت له في المنام(133).
ولم يكن يهتم بالعلم، وقد امتدح سقراط على محاولته نقل البحث من النجوم إلى الإنسان(134). وكان يستفظع تشريح الحيوان الحي. ولم يثر الارتياد الجغرافي اهتماه، فاكتشاف الأراضي المجهولة لن يفضي إلا إلى الغزو واللصوصية"(135). وذهب إلى أن الفلسفة متاهة عقلية تؤدي إما إلى الشك الديني أو إلى الهراء الميتافيزيقي. ومن ثم فند مثالية باركلي برفس حجر، ودافع عن حرية الإرادة بقوله لبوزويل "نحن عليمون بأن إرادتنا حرة، وهذا يكفي لإنهاء المسألة... أن النظرية كلها ضد حرية الإرادة، والتجربة كلها معها"(136).
وقد رفض باشمئزاز فلسفته التنوير الفرنسي بأسرها. وأنكر حق العقل الفرد مهما عظم ذكاؤه في أن ينصب نفسه حكماً على أنظمة أنشأتها شيئاً فشيئاً تجربة المحاولة والخطأ التي خاضها النوع الإنساني حماية للنظام الاجتماعي من دوافع البشر غير الاجتماعية. وأحس أن الكنيسة الكاثوليكية مع كل مآخذها تؤدي وظيفة حيوية في صيانة الحضارة الفرنسية، وحكم بالغفلة والضحل على جماعة الفلاسفة الفرنسيين الذين يوهنون الركائز الدينية للناموس الأخلاقي. وقد بدا له فولتير وروسو نوعين من البلهاء: ففولتير مغفل عقلي، وروسو مغفل عاطفي، غير أن الفرق بينهما من الضآلة بحيث "يعسر تقرير نسبة الإثم فيما بينهما"(137). وقد وبخ بوزويل على تودده لروسو في سويسرا، وأسف لكرم الضيافة الذي بذلته إنجلترا لمؤلف "إميل" (1766). "إن روسو يا سيدي رجل شرير جداً. وإني لن أتردد في أن أوقع على حكم بنفيه بأسرع مما أوقعه على أي جان أدانته محكمة الجنايات على مدى هذه السنين الكثيرة. أجل يا سيدي، أود لو أكره على الشغل في المزارع الكبيرة"(138). على أن جونسن لم يكن محافظاً في حياته بقدر ما كان في آرائه. فكان يخرج في مرح على عشرات التقاليد في السلوك، والحديث، واللباس. ولم يكن متزمتاً؛ ضحك على البيورتان، وحبذ الرقص؛ ولعب الورق، والمسرح. ولكنه أدان قصة فيلدنج "توم جونسن، وصدمه أن يسمع أن حنه مور المحتشمة قرأتها(139). وكان يخشى النزعة الحسية في الأدب لأنه وجد مشقة في كبت خياله ودوافعه الحسية. وربما كان يخيل للناس من واقع عقائده أنه لم يستمتع بالحياة، ولكن في استطاعتنا أن نرى في بوزويل أنه استمتع بـ "ملء الوجود البشري". لقد حكم على الحياة بأنها مؤلمة حقيرة، ولكنه كمعظمنا طاولها ما استطاع، وواجه سنيه الأخيرة في كره غاضب.
[عدل]الخريف

وفي عام 1756 انتقل من الأنر تمبل إلى بيت ذي طوابق ثلاثة في رقم 7 بجونسنز كورت بفليت ستريت، وكان قد أطلق عليه اسم ساكن قبله هناك وجده بوزويل بعد أن عاد من أوروبا. وفي يوليو منحته جامعة دبلن درجة الدكتوراه الفخرية في القانون، فأصبح الآن لأول مرة "الدكتور جونسن"، ولكنه لم يلحق هذا اللقب باسمه قط(140).
وفي أكتوبر 1765 أصدر، في مجلدات ثمانية، مسرحيات شكسبير التي تحمل تحقيقاته وتعليقاته، بعد أن انقضت ثمانية أعوام على الموعد الذي وعد به المكتتبين فيها. وقد جرؤ على بيان ما في مسرحيات الشاعر من أخطاء وسخافات وآراء طنانة صبيانية، ولامه لافتقاره إلى الهدف الأخلاقي، وذهب إلى أن شكسبير "ربما لم يخلف مسرحية واحدة لو عرضت الآن على أنها من تأليف معاصر لما استمع إليها جمهور النظارة إلى نهايتها"(141). ولكنه امتدح الشاعر على تحكمه في عنصر الحب المشوق في الدرامات الكبرى، وعلى جعله كبار شخوصه ناساً لا أبطالاً، ودافع في قوة عن إهمال شكسبير لوحدتي الزمان والمكان، وذلك الإهمال الذي أخذه فولتير على شكسبير(142). وقد تحدى النقاد الكثير من تعليقاته وتصويباته، وحل محل هذه طبعة أصدرها إدموند مالون في 1790؛ ولكن مالون اعترف بأن طبعته مبنية على طبعة جونسن، وغالى في تقدير مقدمة جونسن فقال إنها "ربما كانت أروع التآليف في لغتنا"(143).
وفي 1767، بينما كان جونسن يزور قصر بكنجهام، التقى مصادفة بجورج الثالث، فتبادل الرجلان عبارات المجاملة. ثم أصبحت صداقته ببوزويل أثناء ذلك حميمة، فقبل جونسن في 1773 دعوة الرجل المعجب ليصحبه في رحلة إلى جزر الهبريد. وكانت مغامرة شجاعة لرجل في الرابعة والستين. وبدأت بسفرة طويلة شاقة في مركبة بريد من لندن إلى إدنبرة. وهناك التقى بروبرتسن، ولكنه أبى أن يقابل هيوم.. وفي 18 أغسطس بدأ هو وبوزويل وخادم لهما الرحلة شمالاً في مركبة أجرة على الساحل الشرقي إلى أبردين، ومن هناك شقوا طريقهم عبر إقليم المرتفعات الوعر مخترقين بأنف إلى انفرنس، ثم على ظهور الخيل أكثر الرحلة مروراً بآنوخ إلى جلينيلج على الساحل الغربي. وهناك استقلا قارباً إلى جزيرة سكاي، التي جابا أرجاءها كلها تقريباً من 2 سبتمبر إلى 3 أكتوبر. وقد كابدا مشاق كثيرة تقبلها جونسن في شجاعة صارمة، فنام فوق الريس في الأجران، ودب عنه الهوام، وتسلق فوق الصخور، وركب في وقار قلق أفراساً لا تكاد تفوقه حجماً. وفي إحدى وقفاتهما جلست سيدة من قبيلة مكدونلد على ركبته وقبلته فقال لها "أعيدي، ولنرى من منا يتعب قبل الآخر"(144). وفي 3 أكتوبر ركب كلاهما قارباً مكشوفاً مسافة أربعين ميلاً إلى جزيرة كول، ومنها إلى جزيرة مل. ثم عبرا رجوعاً إلى البر الأم في 22 أكتوبر، ثم سافرا مخترقين أرجلشير بطريق دمبرتن وجلاسجو إلى أوخنلك (2 نوفمبر). هناك التقى جونسن بوالد بوزويل، الذي احتفى به احتفاء كبيراً، وإن أسف لتحامله على الاسكتلنديين، وخاضا في جدل بلغ من العنف حداً رفض معه بوزويل أن يسجله. وبعدها لقب بوزويل الأب جونسن "الدب الأكبر" وهو لقب فسره الابن في لياقة بأنه لا يعني الدب الأكبر بل "برجاً للعبقرية والعلم"(145). ووصل المسافران إلى إدنبرة في 9 نوفمبر، وبعد أن رحلا عنها بثلاثة وثمانين يوماً. فلما تذاكرا المشاق التي لقياها، "ضحكا من قلبيهما على هذيان أولئك الحالمين السخفاء الذين حاولوا إقناعنا بما تتيحه الحالة الطبيعية من منافع خداعة". "وغادر جونسن إدنبرة في 22 نوفمبر، فبلغ لندن في السادسة والعشرين. وفي 1775 نشر كتاب "رحلة إلى جزر إسكتلندة الغربية"، ولم يكن بالكتاب النابض بالحياة، حتى إذا قورن بالوصف المهذب، الذي أصدره بوزويل في 1785 بعنوان "يوميات جولة في الهيبريد مع صموئيل جونسن"، وذلك لأن الفلسفة أقل إمتاعاً من الترجمة، ولكن في بعض الفقرات(146) جمالاً هادئاً يبدي لنا جونسن مرة أخرى رباً للنثر الإنجليزي.
وفي أبريل 1775 اقتنعت أكسفورد أخيراً بمنح جونسن درجة الدكتوراه الفخرية في القانون المدني. وفي مارس 1776 غير مسكنه لآخر مرة، فانتقل إلى المنزل رقم 8 ببولت كورت مصطحباً معه أسرته المختلطة. ثم كتب إلى كبير أمناء الملك (11 أبريل 1776) في حالة نفسية غريبة من المرح يطلب شقة في قصر هامتن كورت فقال "أرجو ألا يكون الاعتكاف في أحد بيوت جلالته تجاوزاً في غير موضعه أو دون استحقاق لرجل شرف بالدفاع عن حكومة جلالته"(147). ورد كبير الأمناء آسفاً لكثرة عدد الطلاب.
وبقي إنجاز أخير للأديب. ذلك أن أربعين كتيباً لندنياً اشتركوا في إعداد طبعة متعددة الأجزاء موضوعها الشعراء الإنجليز، وطلبوا إلى جونسن أن يقدم لكل شاعر بترجمة له. وتركوا له تحديد شروطه، فطلب مائتي جنيه. قال مالون طلو أنه طلب ألفا أو حتى ألفا وخمسمائة من الجنيهات لما تردد الكتابيون في العطاء وهم العليمون بقيمة اسمه"(148). وكان جونسن قد فكر في كتابه "سير قصيرة"، وفاته أن من أصول الكتبة أن القلم الجاري، كالمادة في قانون نيوتن الأول، يواصل جريانه ما لم تكرهه على تغيير تلك الحالة قوى مفروضة عليه من الخارج. ولقد كتب عن صغار الشعراء بإيجاز محمود، أما عن ملتن، وأديسن، وبوب، فقد أطلق لقلمه العنان، وأنشأ مقالات-من ستين صفحة واثنتين وأربعين ومائة واثنتين-تعد من اروع نماذج النقد الأدبي في الإنجليزية.
وقد تلون حكمه على ملتن بكراهيته للبيورتان وسياستهم وقتلهم للملك. وقرأ نثر ملتن كما قرأ شعره، ووصفه بأنه "جمهوري قاس فظ"(149). أما مقاله عن بوب (الذي بلغ في الطبعة الأصلية 373 صفحة) فكان آخر، ضربة في الدفاع عن الأسلوب الكلاسيكي في الشعر الإنجليزي يضربها أعظم وريث لذلك الأسلوب في النثر الإنجليزي. لقد رأى، وهو الملك لناصية اليونانية أن ترجمة للألياذة تفضل هومر. وامتدح مرثية جراي، ولكنه رفض قصائده الغنائية لاكتظاظها في غير نظام بالأرباب الأسطوريين. وحين نشرت المجلدات العشر من "حياة الشعراء" (1779-81)، صدمت بعض القراء أحكام جونسن التي كانت غير تقليدية ولكنها متعالية قاطعة، وعدم إحساسه بلطائف الشعر الرهيفة، وميله لتقدير الشعراء أو الحط من أقدارهم تبعاً للاتجاه الأخلاقي الذي تنحو إليه قصائدهم وحياتهم. وقد صرح ولبول بأن "الدكتور جونسن لا يملك ولا ريب من الذوق ولا السمع ولا معيار النقد إلا ميوله المغرضة العجائزية"(150). وسخر من "هذا الهيكل الثقيل القائم على طوالتين"، والذي يبدو أنه قرأ القدامى دون هدف إلا سرقة الألفاظ المتعدد المقاطع(151). فلم إذن فاقت هذه "السير" في ذيوعها وشغف القراء بها أي ثمرة أخرى من ثمرات قلم جونسن؟ ربما السبب تلك الميول المغرضة والصراحة في الإعراب عنها. فلقد جعل النقد الأدبي قوة نابضة بالحياة، وأوشك أن يبعث الموتى من قبورهم بضرباته القاسية.
الإفراج

نحن نحس بالفخر بيننا وبين أنفسنا حين يمتد بنا العمر بعد موت معاصرينا، ولكنا نعاقب بشعور الوحدة، وهكذا كان موت هنري ثريل (4 أبريل 1781) البداية لنهاية جونسن. وقد قام بمهمته بصفته أحد أربعة كانوا منفذين لوصية صانع الجعة. ولكن زياراته لأسرة ثريل قلت بعد ذلك.
وكانت السيدة ثريل قد بدأت قبل موت زوجها بأمد طويل تضيق بالضغوط التي تفرضها عليها حاجة جونسن للرعاية والآذان الصاغية. وكان ثريل قد أفلح في جعل دبه الأسير يسلك سلوكاً مهذباً إلى حد معقول، ولكن (وهذه شكوى الأرملة) "إذا لم يوجد من يردعه (أي جونسن) عن التمادي في إبداء مكارهه أصبح عسيراً جداً أن تجد إنساناً يستطيع التحدث إليه دون العيش دائماً على شفا الشجار... وقد وقعت أمثال هذه الحوادث مراراً وتكراراً، فاضطررت... إلى الاعتكاف في بات، حيث كنت أعلم أن المستر جونسن لن يتبعني"(152).
وزادت صحيفة المورننج بوست الطين بلة بإعلانها أن معاهدة زواج بين جونسن والمسز ثريل "جاهزة"(153). وكتب بروزويل نشيداً هزلياً (برلسك) عنوانه "نشيد بقلم جونسن إلى مسز ثريل بمناسبة زفافهما القريب المزعوم"(154). ولكن في 1782 كان جونسن في الثالثة والسبعين والمسز ثريل في الحادية والأربعين. ولم تكن قد تزوجت ثريل بإرادتها هي، وكثيراً ما كان يهملها، ولم تتعلم قط أنها تحبه. ومن ثم فقد طالبت الآن بحقها في أن تحب وأن تحب، وفي أن تجد زوجاً في نصف عمرها الأخير، وكانت في تلك السن التي يشتد فيه الشوق المرأة لنوع من الصحبة البدنية المتفهمة. وكانت حتى قبل موت زوجها قد تعلقت بجابرييل بيوتزي الذي كان يعطي بنتها دروساً في الموسيقى. وكان وهو الإيطالي مولداً قد اتخذ إنجلترا له مقاماً في 1776، وناهز الآن الثانية والأربعين. ويوم لقيته أول مرة في حفلة أقامها الدكتور بيرني، راحت نقلد لأزماته تقليداً ساخراً وهو يعزف على البيان. بيد أن سلوكه الأنيق، وطبعه اللطيف، ومهارته الموسيقية، جعلت منه نقيضاً مريحاً للدكتور جونسن. وأرخت الآن العنان لغرامها بعد أن تحررت. واعترفت لبناتها الأربع الباقيات على قيد الحياة برغبتها في الزواج. فهالهن النبأ، ذلك أن هذا الزواج الثاني سيؤثر في مستقبلهن المالي، والزواج من موسيقي-وأسوأ من ذلك كاثوليكي روماني-سينال من مكانتهن في المجتمع. لذلك توسلن إلى أمهن أن تتروى في الأمر، فحاولت ولكنها فشلت. وسلك بيوتزي مسلك الرجل المهذب، فرحل إلى إيطاليا (أبريل 1783) وغاب قرابة عام. فلما عاد (مارس 1784) ووجد أن المسز ثريل ما زالت تواقة للزواج منه استسلم للأمر. ورفض البنات الموافقة، وانتقلن إلى برايتن.
وفي 30 يونيو أرسلت مسز ثريل إلى جونسن إعلاناً ينبئه بأنها وبيوتزي قررا الزواج. فأرسل إليها هذا الرد (2 يوليو 1784).
سيدتي:
لو أنني أصبت في تفسير رسالتك لقلت إنك تتزوجين زواجاً شائناً، فإذا كان لم يعقد بعد، فدعينا نقلب الأمور معاً مرة أخرى. ولو كنت قد تخليت عن بناتك وعن دينك، فليغفر الله لك شرك؛ ولو كنت قد خسرت سمعتك ووطنك، فأرجو ألا تأتي حماقتك مزيداً من الشر. وإذا كنت لم تتخذي بعد آخر خطوة، فإنني-أنا الذي أحببتك، وقدرتك، واحترمتك، وخدمتك، أنا الذي طالما رأيتك الأولى بين جنس النساء-أتوسل إليك أن أراك مرة أخرى قبل أن يصبح مصيرك لا رجعة فيه.
لقد كنت، ذات مرة يا سيدتي، المخلص لك جداً
صموئيل جونسن
وساءت المسز ثريل كلمة "شائن" لأنها رأتها وصمة لخطيبها، فردت على جونسن في 4 يوليو تقول: "لنكف عن التحادث حتى تغير رأيك في مستر بيوتزي" ثم تزوجت بيوتزي في 23 يوليو. ووافقت لندن كلها جونسن على إدانتها. وفي 11 نوفمبر قال جونسن لفاني بيرني، "أنني لا أتحدث عنها أبداً، ولا رغبة لي مطلقاً في سماع المزيد عنها"(156).
ولا بد أن هذه الأحداث هدت من حيوية جونسن المتهافتة. فاشتد أرقه، ولجأ إلى الأفيون ليخفف آلامه ويهدئ أعصابه. وفي 16 يناير 1782 مات طبيبه روبرت ليفت. وتساءل جونسن: على من يكون الدور بعده؟ لقد كان يرهب الموت دائماً، ومن ثم أحال هذا الخوف وإيمانه بالجحيم سنيه الأخيرة خليطاً من وجبات العشاء الثقيلة والمخاوف اللاهوتية. وقال للدكتور وليم آدمز عميد كليو بمبورك "أخاف أن أكون واحداً من الهالكين". فلما سأله آدمز ماذا يعني بكلمة "الهالكين" صاح "الذين مآلهم إلى النار والعقاب لأبدي يا سيدي"(157). ولم يملك بوزويل إلا المقارنة بين هذه الحال وبين السكينة التي كان هيوم الملحد قد دنا بها من منيته(158).
وفي 17 يونيو 1783 أصيب جونسن بنقطة خفيفة "تشوش وخلط، في رأسي أظنه دام نصف دقيقة.. وقد احتبس لساني. ولم أشعر بألم"(159). وبعد أسبوع تماثل للشفاء تماثلاً أتاح له تناول العشاء في النادي، ولفي يوليو أذهل أخصاءه بالقيام برحلات إلى روتشستر وسلزيري. قال لهوكنز "أي رجل أنا، رجل قهر ثلاثة أمراض-الشلل، والنقرس، والربو-ويستطيع الآن الاستمتاع بحديث الأصدقاء!"(160)ولكن في 6 سبتمبر ماتت مسز وليمز، وباتت وحدته لا تطاق. فلما وجد "النادي" غير كاف-لأن العديد من أعضائه القدامى (جولدسمث، وجاريك، وبوكلارك) ماتوا، ولأن بعض أعضائه الجدد كانونا كريهين في نظره، أنشأ (ديسمبر 1783)، "نادي المساء" الذي كان يعقد اجتماعاته في مشرب للجعة بشارع أسكس. هناك في وسع أي شخص مهذب، إذا دفع ثلاثة بنسات، أن يدخل ويستمع إليه يتحدث ثلاث ليال كل أسبوع. ودعا رينولدز للانضمام، ولكن السر جوشوا رفض. ورأى هوكنز وغيره في النادي الجديد "تدهوراً في تلك القدرات التي كانت تبهج "أشخاصاً أكثر مهابة"(161).
وفي 3 يونيو 1784 كان في عافية أتاحت له الرحلة مع بوزويل إلى لتشفيلد وأكسفورد. فلما عاد بوزويل إلى لندن أقنع رينولدز وأصدقاء آخرين بأن يطلبوا إلى وزير الخزانة توفير مبلغ من المال يمكن جونسن من القيام برحلة إلى إيطاليا ليسترد صحته، وقال جونسن إنه يفضل مضاعفة معاشه. ولكن وزير الخزانة رفض. وفي 2 يوليو رحل بوزويل إلى إسكتلندة. ولم ير جونسن بعدها قط.
ذلك أن الربو الذي كان قد تغلب عليه عاوده وزاد عليه الاستسقاء. كتب إلى بوزويل في نوفمبر 1784 "إن نفسي قصير جداً، والماء يتزايد الآن علي"(162). وتوافد عليه رينولدز، وبيرك، ولانجتن، وفاني بيرني وغيرهم ليلقوا عليه تحية وداع أخيرة. ثم كتب وصيته، وقد خلف 2.000 جنيه، أوصى منها بمبلغ 1.500 لخادمه الزنجي(163). وعالجه عدة أطباء، ورفضوا تقاضي أي أجر. وتوسل إليهم أن يشقوا ساقيه شقاً أعمق، فأبوا، فلما انصرفوا دفع مبضعاً أو مقصاً في عمق ربلتيه أملاً في فراغ مزيد من الماء والتخفيف من الورم المؤلم، وانطلق بعض الماء، ولكن انطلقت معه أيضاً عشر أوقيات من الدم. وفي تلك الليلة، ليلو 13 ديسمبر 1784، قضى نحبه. وبعد أسبوع دفن في كنيسة وستمنستر. لقد كان أغرب شخصية في تاريخ الأدب، أغرب حتى من سكارون أو بوب. ومن العسير أن نحبه لأول وهلة، فقد ستر رقته خلف ستار من الوحشية، ونافست خشونة عاداته لياقة كتبه. ولم ينل أحد قط مثل هذا الإعجاب الكثير ولا بذل مثل هذا الثناء الضنين. ولكنه كلما تقدم به العمر ازدادت الحكمة في كلامه. وقد أحاط حكمته بالتفاهات، ولكنه رفع هذه التفاهات إلى مستوى جوامع الكلم بقوة حديثه أو تلوينه. ولنا أن نشبهه بسقراط، الذي كان يتكلم أيضاً لأقل إثارة أو استفزاز، والذي يذكره الناس بكلامه المنطوق. وكان كلاهما أشبه بذباب الخيل المنبه، ولكن سقراط كان يلقي أسئلة ولا يعطي جواباً، أما جونسن فلم يلق سؤالاً وقد أجاب عن كل الأسئلة. ولم يكن سقراط على يقين من شيء، أما جونسن فكان على يقين من كل شيء. وقد ناشد كلاهما العلم أن يدع النجوم وشأنها ويدرس الإنسان. وواجه سقراط الموت مواجهة فيلسوف وبابتسامة، أما جونسن فواجهه بارتجافات دينية تنافس أوجاعه الموهنة.
ولن تجد إنساناً يراه في صورة الكمال. وفي وسعنا أن نعرف لم تجتنبه الطبقة الأرستقراطية الإنجليزية وتجاهلت إماراته-خلا لانجتن وبوكلارك. ونحن ندرك أي "جون بول" كان يمكن لأن يكون لو جال في "متحف خزف" النبلاء، أو وسط تحف قصر "ستروبري هل" النفسية، إنه لم يخلق للحال، ولكنه أدى مهمة، هي تخويف البعض ليكفوا عن الرياء والكذب والنفاق والمبالغة في إظهار العاطفة، وليجعلنا ننظر إلى أنفسنا بأوهام أقل عن طبيعة البشر أو نشوات الحرية. ولا بد إن كان هناك شيء محبب في رجل استطاع رينولدز وبيرك وجولدسمث الاستماع إليه ألف ليلو وليلة، شيء ساحر في إنسان استطاع أن يوحي بكتابة سيرة عظيمة، ويملأ صفحاتها الألف والمائتين بحياة لا يبليها الزمن.
بوزويل في أيامه الأخيرة

لما مات الدب الكبر حام حوله قطيع الأدباء ليلتقطوا من جثمانه بعض قوتهم. أما بوزويل نفسه فلم يتعجل، فقد عكف على "السيرة" سبعة أعوام، ولكنه أصدر في 1785 "يومية جولة في جزر الهبريد مع صموئيل جونسن"، وقد طبعت ثلاث طبعات في سنة واحدة. وكانت هستر ثريل بيوتزي قد جمعت مادة عن أحاديث جونسن وعاداته، فصنفت الآن من هذه "الثريليات" "نوادر عن المرجوم الدكتور صموئيل جونسن، خلال سنيه العشرين الأخيرة" (1786). وقد عرض الكتيب صورة لضيفها أقل إشراقاً مما سجلته في يوميتها يوماً بيوم، ولا ريب في أن رسائل جونسن الأخيرة لها قد خلفت فيها جرحاً لا يندمل.
ويلي ذلك في الحلبة-إذا خلينا أكثر من عشرة أسماء طواها النسيان الآن-"سيرة صموئيل جونسن" التي نشرها في خمسة مجلدات فاخرة السر جون هوكنز عام 1787. وكان هوكنز قد لقي من التوفيق في عمله محامياً عاماً ما برز منحه لقب الفروسية (1772) وحصل من الثقافة ما أتاح له تأليف كتاب جيد في "تاريخ الموسيقى" (1776). وقد شارك جونسن في تنظيم نادي "آيفي لين" (1749)، وكان أحد الأعضاء الأصليين في "النادي". ولكنه تركه عقب جدال مع بيرك فلقبه جونسن بـ "الرجل الذي لا يصلح للأندية"، ولكن جونسن ظل صديقه، وكثيراً ما التمس مشورته، وقد عينه واحداً من منفذي وصيته. وبعد وفاة جونسن بقليل طلب جماعة من الكتبية إلى هوكنز أن يعلق على طبعة تضم آثار الدكتور ويقدم لها بترجمة للأديب. وقد أخذ على هذه الترجمة أنها كشفت عن عيوب جونسن في غير رحمة، وتشكك بوزويل في دقتها فيما بعد، ولكن "التهم الموجهة للترجمة لا يمكن إثباتها في تحقيق منصف"(164). ومعظم العيوب التي أخذها هوكنز على جونسن لاحظها غيره من معاصريه.
ثم عادت المسز بيوتزي إلى المأدبة بكتاب عنوانه "رسائل متبادلة مع المغفور له صموئيل جونسن" (1788)، وكلها ساحر، لأن رسائل جونسن (فيما خلا الأخيرة التي كتبها لسيدته الضالة) كانت تفوق حديثه كثيراً في إنسانيتها. وكان بوزويل خلال ذلك عاكفاً بصير فيما بين قضاياه ومجالس خمره على تأليف سيرة عقد العزم على أن يجعلها نسيج وحدها. وكان قد بدد في التسجيل مذكرات بأحاديث جونسن عقب لقائهما الأول (1763)، ثم خطط للسيرة في تاريخ مبكر (1772). غير أن الحبل بهذا الجنين كان غاية في الطول والمشقة. ذلك أنه قلما كان يدون الملاحظات من فوره، ولم يكن يعرف الاختزال، ولكنه اتخذ مبدأ هو أن يدون على عجل وباختصار بمجرد عودته إلى حجرته ما يذكره عما حدث أو قيل. وبدأ كتابة "سيرة صموئيل جونسن" بلندن في 9 يوليو 1786 وتنقل بين أرجاء المدينة باحثاً عن المعلومات يستقيها ممن بقي على قيد الحياة من أصحاب جونسن. وأعانه إدموند مالون، الأديب المتخصص في شكسبير، على فرز وتصنيف ذلك الحشد الضخم المضطرب من المذكرات، وشد أزره ودعم شجاعته حين بدا أنه يوشك أن يستسلم للنساء والشراب بعد أن هده الفجور والحزن وموت زوجته. كتب بوزويل في 1789-"لن تستطيع أن تتصور أي عناء، وأي حيرة، وأي غيظ تحملته في ترتيب عدد هائل من المواد، وفي ملء الفراغات، وفي البحث عن اوراق مدفونة بين أشتات من الأكداس، وكل هذا بالإضافة إلى عناء التأليف والتهذيب. وكثيراً ما فكرت في التخلي عن هذه المهمة"(165). وقد اقتبس من كتاب وليم ميسن "سيرة جراي ورسائله" (1774) فكرة بث رسائل بطله في ثنايا القصة. وقد كدس التفاصيل عمداً، لشعوره بأنها تضيف إلى الصورة الكاملة الحية. ثم نسجت من هذه الأشتات مسلسلة التواريخ وكل متكامل.
فهل كان دقيقاً؟ هذا ما زعمه. "لقد توخيت الدقة البالغة في التسجيل بحيث لا بد أن تكون كل صغيرة أو تافهة صادقة"(166). وأينما استطعنا مقارنة روايته عن كلام جونسن بغيره من الروايات بدا أنها صحيحة من حيث الوقائع، وأن لم تكن كذلك من حيث حرفيتها. والمقارنة بين كتابي بوزويل "المذكرات" و"السيرة" تدل على أنه حول تلخيصه لأحاديث جونسن إلى اقتباسات مباشرة، قد يطيلها أحياناً، أو يقصرها، أو يحسنها(167)، أو ينقيها، مع تمديد الألفاظ الصغيرة (الرباعية الحروف) إلى أطوال محترمة، وكان أحياناً يحذف الوقائع التي لا تخدم مصلحته(168). ولم يدع أنه قال كل الحقيقة عن جونسن(169)، ولكن حين توسلت إليه حنه مور "أن يلطف من بعض خشونة جونسن وغلظته"، رد بأنه "لن يقلم أظافر جونسن، أو يحيل البيرقطا ليسر أي إنسان"(170). والواقع أنه كشف عن عيوب أستاذه كاملاً كما فعل غيره، ولكن في منظور أوسع خفف من بروزها. وقد حاول أن يظهر من الرجل في صورته الكاملة ذلك القدر الذي تسمح به المحبة واللياقة. قال "إنني على يقين تام أن النهج الذي انتهجته في كتابة السيرة، والذي لا يكتفي بسرد تاريخ لـ "مسيرة" جونسن في الحياة، ولمؤلفاته، بل يضيف نظرة إلى فكره المتمثل في رسائله وأحاديثه، هذا المنهج هو اكمل منهج يمكن تصوره، وسيكون أقرب إلى تصوير "حياة" جونسن من أي كتاب ظهر إلى الآن"(171).
وأخيراً خرجت السيرة من المطبعة إلى النور في مجلدين كبيرين في مايو 1791 ولم يقدره القراء لتوهم كنزاً فريداً في بابه. وساء كثيرين أن يقص بوزويل وأحاديثهم الخاصة، ولم تكن دائماً مما يستحق الإعجاب، فقد كان في وسع الليدي ديانا بوكلارك مثلاً أن تقرأ كيف نعتها جونسن بأنها عاهر، ورأى رينولدز أين وبخه جونسن على الإفراط في الشراب، وعرف بيرك أن جونسن يتشكك في نزاهته السياسية ويرى أنه لا يتورع عن التقاط مومس من عرض الطريق، وجفلت المسز بيوتزي والمسز اليزابث مونتجيو مما قرأتا. وكتب هوراس ولبول يقول "أن الدكتور بلاجدن يقول بحق إن هذا ضرب جديد من القذف، تستطيع به أن تسب أي إنسان بقولك أن ميتاً ما قال كذا وكذا عن شخص حي"(172). ووجد آخرون أن التفاصيل مسرفة، وأن كثيراً من الرسائل تافهة، وأن بعض الصفحات مملة. ولم تدرك إنجلترا إلا شيئاً فشيئاً أن بوزويل قد أبدع رائعة من الروائع، وأنه أسبغ على حياته شيئاً من النبل والسمو.
وكان أبوه قد مات في 1782 مخلفاً إياه سيداً على أوخنلك بدخل بلغ 1.600 جنيه في العام وقد أثبت أنه سيد عطوف رقيق الفؤاد، ولكنه كان قد ألف حياة الحضر إلفاً إطالته المكث في أوخنلك. وفي 1786 صرح له باحتراف المحاماة في إنجلترا، وبعدها أنفق معظم وقته في لندن. وقد صوره رينولدز في ذلك العام-رجلاً واثقاً من نفسه، متغطرساً، له أنف كفيل بأن يستل أي سر من صاحبه. وكانت زوجته تصحبه أحياناً إلى لندن، ولكنها كانت تقيم في أوخنلك عادة. وفيها ماتت عام 1789 بالغة الحادية والخمسين، بعد أن أضنتها العناية التي بذلها لبوزويل وأبنائه. وقد عمر بعدها ست سنين-كانت سني انحلال متعاظم. فلقد حاول مراراً وتكراراً أن يقهر حاجته إلى الشراب ولكنه أخفق. ومات بلندن في 19 مايو 1795، بالغاً السادسة والخمسين، ونقل جثمانه إلى أوخنلك ليدفن فيها. وأوزاره ماثلة اليوم في أذهان جماهير الناس. ولكننا سننساها حين نقرأ مرة أخرى السيرة التي هي أعظم السير طراً.
هذا لول رجعنا البصر إلى هذا القرن الثامن عشر في الأدب الإنجليزي، لأدركنا أنه قبل كل شيء قرن النثر، من أديسن، وسويفت، وديفو، إلى ستيرن، وجبون، وجونسن، تماماً كما كان القرن السابع عشر قرن الشعر، من "هاملت" ودن إلى درادين والفردوس المفقود. وكان صعود العلم والفلسفة، وهبوط الذين والغيبيات، وإحياء الوحدات والقيود الكلاسيكية، كل هذا برد من حرارة الخيال والآمال، وعطل من تدفقهما، وكان انتصار العقل هزيمة للشعر، في فرنسا وفي إنجلترا على حد سواء. بيد أن ما اتسم به أدب إنجلترا النثري في القرن الثامن عشر من حيوية وتنوع عوض تعويضاً وافياً عن الشكلية الجامدة التي سادت شعره. وبفضل رتشاردسن وفيلدنج أصبحت الرواية، التي كانت قبلهما سلسلة إبيزودية من مغامرات المتشردين والشطار، وصفاً للحياة ونقداً لها، ودراسة للعادات، والأخلاق، والشخصيات، هي أكثر إثارة من سجلات المؤرخين، الذين تاه منهم الناس وسط الدولة. ثم أي تأثير أدبي يمكن أن يضارع في ذلك الأثر تأثير رتشاردسن على بريفو، وروسو، وديدرو، وجوته؟ وإذا كان أدب إنجلترا في القرن الثامن عشر لم يستطع مطاولة أدب القرن السابع عشر، أو منافسة الخيال الأليزابيثي المحلق، فإن حياة إنجلترا بجملتها استعادت حركتها صعداً بعد إخفاق الشجاعة والسياسة القوميتيين في عهد عودة الملكية. فلم تشعر إنجلترا منذ هزيمة الأرمادا بمثل هذا التدفق في المغامرة السياسية، وقد شهدت الأعوام الواقعة بين صعود شاتام ومت ابنه الثورة الصناعية تحل إنجلترا مكاناً أسبق كثيراً من منافسيها في روح الابتكار والقوة الاقتصاديين، وشهدت البرلمان الإنجليزي يغزو القارات وهو يكبح أثناء ذلك جماح ملوكه. فالآن بنيت الإمبراطورية البريطانية المترامية، والآن تجاوبت قاعات مجلس العموم بالخطب البليغة التي لم تسمعها أوروبا منذ أيام شيشرون. وبينها كانت فرنسا تنزح خزائنها لتحرر أمريكا، وتضرب عنقها لتحقق أحلامها، وشحذت إنجلترا كل مواردها من فكر وإرادة لتتطور دون ثورة، ولتلج أبواب القرن التاسع عشر في الاقتصاد والحكم مكللة بالنصر متبوئة أسمى مكان.

13- جون كيتس


جون كيتس (بالإنكليزية: John Keats) (31 أكتوبر 1795 - 23 فبراير 1821) شاعر إنكليزي أصبح واحداً من شعراء الحركة الرومانتيكية الإنكليزية المهمين في مطلع القرن التاسع عشر. خلال حياته القصيرة هوجمت أعماله من قبل نقاد الدوريات في ذلك العهد، لكن تأثيره بعد وفاته على شعراء مثل ألفرد تينيسون كان هائلاً. سلسلة الأغنيات القصيرة التي كتبها كيتس تُعتبر اليوم تحفاً فنية، ولا تزال من أكثر قصائد الشعر الإنكليزي انتشاراً. تُعتبر رسائل كيتس عن نظريته الجمالية في القدرة السلبية[1] أكثر الرسائل المُحتفى بها لأي كاتب.
-- كيتس.. الشاعر الإنجليزي الذي تألم حتى الموت</
تمر اليوم ذكري ميلاد الشاعر الإنجليزي الرومانسي "جون كيتس" الذي لم يعش أكثر من ستة وعشرين عاما ولم يمارس كتابة الشعر الا خمسة اعوام.
ولد جون كيتس عام 1795 في عائلة فقيرة جدا في لندن وأصيب بمرض السل باكرا وهو المرض الذي أودي بحياته عام 1821. وقد اعجب بالاغريق وحياهم بصفتهم ملهميه.
لم يحظ في حياته الا بالتجاهل والاحتقار من قبل النقاد والشعراء الآخرين، مات أبوه وعمره ثماني سنوات فقط، وهجرت أمه المنزل وتزوجت بعد شهرين فقط من موت زوجها ثم عادت إلى البيت بعد ست سنوات لكي تموت هي أيضا! وهكذا أصبح كيتس حساسا جدا بل والى حد المرض كما يقول العارفون به.
ولم يعد يثق بالحياة ونوائبها، وأصبح يعاني من القلق الوجودي. وما كان يجد امامه الا الكلمات كعزاء. على هذا النحو أصبح كيتس شاعرا غصبا عنه.
وفي قصيدة له بعنوان "كفاكَ دمعاً ونحيب" ترجمة حسن حجازى يقول:
كفاك َ دمعاً ونحيب ْ
بالله يكفى
فالوردُ سيزهرُ في العام القادم ْ
إن كنت َ تدرى
كفاك َ بكاء ً وعويل ْ
بالله يكفى
فالبراعم ُ الصغيرة ُُ نائمة ٌ
في قلبِ الجذرِ الفضى
تحلم ُ بربيع ٍ وردى
جفف دموعك جففها
لأنى تعلمت ُ في الجنة
شدوَ نغمى الشجى
الذي يخفف ُ حزنَ الإنسان
كفاك َ دموعا ً ونحيب
بالله يكفى !
أنظر هناك َ ترانى
على الغصن ِ الأبيض
على الغصن ِ الأحمر
أنظر أعلى لترانى
على الفرع ِ المثمر
تتراقصُ ألحانى
منظومة من سحرِ بيانى
تخفف ُ حزنَ الإنسان ْ
كفاك َ دمعا ً ونحيب
بالله يكفى
فالوردُ سيزهرُ في العام ِ القادم
إن كنت َ تدرى
احلق ُ بعيداً بعيد ْ
وداعاً وداع ْ
أتوارى في السحبِ الزرقاء
وداعاً وداعْ !
ألم يعتصر القلب
لقد أحب جون كيتس امرأة تدعى "فاني براون" تغنى بها في قصائد مؤلمة، وزيادة على ذلك فقد انهال عليه النقاد شتيمة واستهزاء وكان من الممكن ان يقتلوا رغبة الشعر فيه. ولكن نقدهم قوى عزيمته مثلما فعلت المصائب والمحن.
وظل يكتب الشعر يقول في قصيدة طويلة بعنوان "نشيد إلى الخريف"
فصل الضباب والعذوبة الوافرة
أخ الشمس التي تصفر كالذهب
يتآمر معها من أجل
اثقال شجرة الكرامة
بالعناقيد التي تنتشر على ظهر العرائش
من اجل ان تنحني اغصان شجرة التفاح
حول البيوت الريفية المحاطة بالطلمب.
لكي تنضج جميع الثمار حتى العظم...
ثم يقول فيما بعد
أين هي أغاني الربيع أين هي؟
وأسفاه اين هي؟
لا تفكر بها بعد الآن
فأنت لك أيضا تناغمك،
هذا في حين ان الغيوم المخططة
تلون الانحدار المتدرج للنهار
وتلون بشيء من الحمرة الوردية أرياف السهول
وعندئذ تسمع في جوقة واحدة اصوات الذبابات الصغيرة
وهي تتباكى حول صفصاف النهر تصعد في الجو
أو تنزل بحسب تقلبات النسمات الخفيفة التي تهب أو تموت.
كان كيتس - كما جاء بكتاب "قصائد جون كيتس" للبروفيسور جون ستراسشان أستاذ الأدب الإنجليزي - شديد الاحساس بمآسي العالم وبؤس الوضع البشري كيف لا وهو الذي عاش حياته القصيرة في المآسي والفواجع ولم يستطع ان يتزوج المرأة التي أحبها حتى درجة الجنون بسبب مرضه؟ لقد حرمت الحياة كيتس من كل شيء ما عدا شيئا واحدا هو الشعر ولذلك فإن الناقد الإنجليزي ماثيو أرنولد قال عنه انه مع شكسبير في الصف الأول من الشعراء!
في عام 1819 ينشر كيتس قصيدته الرائعة "المرأة الجميلة بلا شفقة" وفيها يتحسر على المرأة التي احبها والتي لا يستطيع ان يتزوجها، ويقول فيها:
"ايتها النجمة الساطعة، هل استطيع ان اثبت مثلك في مدار واستريح؟!"
ومن رسائله لها نذكر:
هذه اللحظة أحاول تذكر أبيات شعر لكن من دون جدوي، عليّ ان اكتب لك سطراً أو اثنين لأحاول أن كان ممكنا اقصاءك عن ذهني، لكنني في أعماق روحي لا استطيع ان افكر بأي شيء آخر.
انتهي الوقت الذي كان لي فيه من القوة الكافية التي تمكنني من نُصحك وتحذيرك من الصباح الخالي من الوعود لحياتي، فحبي جعلني ذاتيا. انا لا استطيع ان اوجد من دونك، انا مهمل لكل شيء عدا رؤيتك. ويبدو أن حياتي تقف عند ذلك، انا لا استطيع ان أري ابعد من ذلك.
انت تشربتني، لدي احاسيس كأنني في طور الذوبان، سأكون في غاية البؤس من دون الأمل في رؤيتك قريبا. سأكون شديد الخوف إذا فصلت نفسي بعيدا عنك. هل قلبك لن يتغير أبداً؟ بالنسبة لي ليس هناك أي حدود لحبي لك.. والي الابد...جون كيتس
ولما عرف انه سيموت قرر ان يسافر مع اصدقائه نحو البحر الأبيض المتوسط إلى روما فلم يشأ ان يموت بدون أن يرى شمس الجنوب وإيطاليا. وهناك في روما وافته المنية فطلب منهم ان يكتبوا على قبره العبارة التالية: "هنا يرقد إنسان كتب اسمه على الماء".
والآن أصبح المنزل الذي مات فيه متحفا يدعى متحف كيتس ـ شيلي ويزوره الناس الذين يحبون الشعر أو يعرفون معنى الشعر وعندما سمع صديقه شيلي بموته جن جنونه وكتب أجمل مرئية يمكن ان يكتبها شاعر لشاعر آخر ولم يلبث شيلي ان مات طالبا منهم ان يدفنوه إلى جانب كيتس أو في نفس المقرة على الاقل.
ومن قصائده نذكر:
على امتداد الكلمات..
تزفرُ المعابد دخانها ممتزجاً
بصلوات الزمن الإنجليزي.
فيما العيون الهزيلة أحواضٌ
يغمرها
الجليدُ.
على مقربةٍ منها،
يزحفُ
الموتُ
مصحوباً
بجرذانه الملطخة بثياب الجنازة.
أي حبّ كان هناك..
ليندفع صخرة حمقاء باتجاه
فاني براون
لا..
ليس إلا القصيدة تشق الضباب
كعربة دفن الموتى.
وهناك..
أي في الجزء القاحل من الريح،
يسقط الليل من نوتة العقل،
جملة موسيقية ترتج بالنحيب
اللانهائي.
ومع اهتزاز المصابيح،
لا تنكسرُ زجاجةُ النفس خلف
النافذة.
فيما الرأس كورال أعمى،
يتهاوى من على المنصة.
يا له من تايمز..
على أكتافه تصنعُ الرغباتُ أساطيرها
وكنتَ تعرف ذلك وتغني مثل قطرة مطر
في صحراء.
لندن.. الممددة إلى ما وراء العين.
لندن المرأة المسلحة بقبلة العنكبوت.
كلاكما كان تحت الجلد ذاك،
يتنقح
بفتنة
الكسوف.
"الجمال هو الحقيقه، والحقيقه هي الجمال، هذا كل ماتحتاج إلى معرفته على الأرض". جون كيتس

14- جورج أورويل


جورج أورويل (بالإنكليزية: George Orwell)، الاسم الحقيقي إريك آرثر بلير (بالإنكليزية: Eric Arthur Blair) كاتب وروائي بريطاني (25 يونيو 1903 - 21 يناير 1950). وجورج أورويل هو الاسم المستعار له والذي اشتهر به. ولد في قرية موتيهاري (en) في ولاية بيهار الهندية لأسرة متوسطة الحال.
محتويات 
1 طفولته
2 حياته المهنية
3 مؤلفات أورويل
4 وصلات خارجية
طفولته

كان أبوه ريتشارد يعمل موظفا صغيرا في الإدارة المدنية البريطانية بالهند في دائرة الأفيون, أمه إيدا مابل ابنة تاجر أخشاب فرنسي بسيط في بورما.
في عام 1911 م عندما بلغ إريك الثامنة من العمر عادت أسرته إلى بريطانيا لتقيم في هنلي، بينما واصل والده عمله في الهند حتى اعتزل الخدمة عام 1912م.
أرسل إريك إلى مدرسة إعدادية خاصة في سسكس (Sussex) وعندما بلغ الثالثة عشرة حصل على منحة للدراسة في ولنجتون ثم حصل على منحة للدراسة في مدرسة إتون العامة الشهيرة. نجح بتفوق في الامتحان النهائي بالمدرسة ألا أنه لم يكمل دراسته الجامعية, فقد كان مولعا بالمغامرة وبالأدب وبأن يصبح كاتبا. قرر السفر عام 1922م للعمل في الشرطة الاستعمارية الهندية، ثم ذهب لتلقي تدريباً على عمله في بورما، ثم ظل يخدم حيث تدرب إلى أن استقال بعد 5 أعوام.
كان يحب الحرية ويكره سيطرة وهيمنة الإنسان على الإنسان وكان يعتقد بأن الإدارة الاستعمارية في بورما كان أساسها الهيمنة على الآخرين وليس فقط البورميين بل أيضا الإنجليز من الطبقة العاملة. في عام 1928 عاد إلى لندن ومارس عيشة وحياة الفقراء ليتجاوز بذلك عقدة النفور الموروثة لديه ولدى أبناء الطبقة الوسطى التي ينتمي إليها من الفقراء، ثم سافر إلى باريس حيث عاش في أحد أحياء العمال، وعمل في غسل الصحون.
حياته المهنية

في ديسمبر عام 1929 بدأ إريك في كتابة أول كتبه، وكان عبارة عن تقرير عن تلك الفترات التي عاشها في كل من لندن وباريس بين الفقراء، لكن التقرير لم ير النور إلا عام 1933 وجاء بعنوان (Down And Out In Paris And London)، ونشره باسم مستعار هو جورج أورويل, ونشر كتابه الثاني أيام بورمية (Burmese Days) الذي تناول فيه خبراته في فترة الخدمة الاستعمارية في بورما.
في عام 1935 م كتب رواية ابنة قسيس, وفي عام 1936 م كتب روايته دع الزنبقة تطير (Keep The Aspidistra Flying), في عام 1937 كتب تقريره الطريق إلى ويجان بيير (The Road to Wigan Pier) انتقد فيه كلا من النظام الطبقي الإنجليزي والاشتراكية الإنجليزية, وفي نهاية عام 1936 توجه أورويل إلى إسبانيا ليعمل مراسلا صحفيا وجندياً لصالح الجمهورية الثانية الإسبانية بجانب حزب ماركسي معادي للستالينية وقد دون أورويل خبراته التي عاشها في الحرب الأهلية الأسبانية في كتاب أصدره عام 1938 بعنوان تقديرا لكاتالونيا (Homage to Catalonia) رداً على الصحف البريطانية المنتقدة لليسار الإسباني.


قبر جورج أورويل
في عام 1938 أصيب أورويل بالسل وسافر لقضاء بعض الوقت في المغرب، وهناك ألف روايته الثالثة الخروج إلى المتنفس (Coming up for Air) التي نشرت عام 1939 م.
في عام 1941 التحق بالقسم الهندي بهيئة الإذاعة البريطانية، ثم ترك عمله عام 1943 بالإذاعة ليعمل محررا أدبيا بصحيفة تريبون، وبدأ في كتابة روايته المشهورة عالميا مزرعة الحيوانات (Animal Farm), وفي عام 1946 ألف روايته الأخيرة 1984 التي حولت إلى فيلم سينمائي وتنبأت بالمستقبل وعن عام 1984م.
مؤلفات أورويل

تأثر أورويل منذ طفولته بكتابات جورج برنارد شو وسومرست موم و صاموئيل بتلر و ألدوس هكسلي وقرأ كافة أعمال هـ. ج. ويلز وكان كومبتون ماكنزي.
من كتبه:
1984 وتعتبر من أشهر أعماله
إيريك ونحن (وهو الكتاب الوحيد الذي صدر باسمه الحقيقي).
الصعود من أجل الهواء.
الطريق إلى رصيف ويغان.
ودع الدراقة طائرة.
مزرعة الحيوانات (من أهم روائع الادب الإنجليزي)
الحنين إلى كاتالونيا.
الانحطاط والتشرد في باريس ولندن.
مات عام 1950 متأثرا بمرض السل ولم يكمل الخمسين من العمر.
وصلات خارجية

15- ادموند سبنسر


شاعر إنكليزي ولد عام 1552 م
تخلّد ذكر إدموند سبنسر قصيدته الرمزية الطويلة (( ملكة الجن )) التي قدَمت في جملة ما قدمت، تبريراً للمذهب البروتستانتي. وقد بشرت كذلك بالدفاع عن الموقف البيوريتاني تجاه الكنيسة. وكان ذلك بالنسبة إلى المفكرين آنذاك بالغ الاهمية، ويدخل في اهتماماتهم – والبيوريتانية جماعة بروستانتية في إنكلتر ونيوانغلند في اميركا، في القرنين 16 و 17 طالبت بتبسيط طقوس العبادة وبالتمسك الشديد بأهداب الفضيلة.
ولكن في حين يذكر الكثيرون هذه القصيدة، فان القليلين يعرفون ان نتاجه الشعري كان ضخماً، حتى في عصر تميز بالنتاج الشعري الضخم. وقد أدّى نشر (( ملكة الجن )) ورواجها إلى مطالبة الكثيرين بمطالعة اعماله الشعرية الأخرى.
وكان سبنسر طوال السنوات سكرتيراً للمنوب الإنكليزي في ايرلندا، وأقام في قصر كلكولمان. وقد احرق هذا المبنى الثوار الايرلنديون عام 1598 م. ففقد أحد ابنائه بين ألسنه اللهب. فعاد إلى إنكلترا وقد هدّه الحزن، وتوفي بعد فترة قصيرة. عام 1599 م ودُفن في كاتدرائية وستمنستر، مثوى العظماء.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق